عندما يسعى الإنسان لأن يحقق شيئًا ما في حياته فإنه يقوم في بداية المطاف بوضع هدف محدد له ويلزم نفسه به ويسعى من خلال هذا الالتزام إلى وضع العديد من الضوابط الأساسية في حياته اليومية مثل إلزام نفسه بالاستيقاظ مبكرًا والحرص على الوصول للاجتماعات في الوقت المحدد والاهتمام بالإنجاز فهو يأمل نفسه لتحقيق تلك الأهداف من خلال الحزم والجد الذي يقوم به في واقع حياته العملية. قوات التحالف المشترك لم يكن لها أن تعلن عن إطلاق عملية (إعادة الأمل) ما لم يسبقها عملية (عاصفة الحزم) فأساس السعي نحو أي أمل لا يأتي في الأساس إلا من خلال الحزم، فعندما انتهى الحزم وحقق أهدافه التي كانت تتركز في إعادة الشرعية إلى اليمن ومنع الحوثيين من السيطرة على مفاصل الدولة وشل حركتهم وتدمير أسلحتهم وإبعاد خطر تهديدهم للحدود الجنوبية للسعودية انطلق الأمل من أجل استئناف العملية السياسية وحماية المدنيين من الإرهابيين وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني إضافة إلى التصدي للتحركات والعمليات العسكرية الحوثية ومحاصرة تلك المليشيات ومنع وصول الأسلحة لهم أو لحليفهم الفاسد جوًا أو برًا أو بحرًا. على الرغم من توقف عمليات (عاصفة الحزم) وانطلاق عمليات (إعادة الأمل) فقد كانت عمليات إعادة الأمل مخالفة لتوقعات البعض ممن ظن بأن جميع العمليات العسكرية ستتوقف ولكن المفاجأة كانت أن عمليات القصف استمرت ولعل الفرق بين العمليتين هي أن العمليات الأولى كانت تركز على المواقع والمراكز العسكرية الثابتة والقواعد الجوية والمنشآت في حين العملية الثانية تركز على رصد الحركات والجبهات الجديدة كما حدث مؤخرًا في تعز، إضافة إلى أن العملية السابقة كانت عسكرية بحتة في حين العملية الحالية ستكون شاملة للعمليات العسكرية والمفاوضات السياسية وأعمال الإغاثة وإعادة الحياة للمدن التي تأثرت مع استمرار الحظر الجوي والبحري. نعم كان لابد من إعادة الأمل مع التأكيد على استمرار الحزم فالعدو الذي نواجهه اليوم لا يؤمن إلا بسياسة الحزم والشدة في حين يجب أن ننشر الأمل بين الناس لتدب الحياة مرة أخرى بين المدنيين الذين عانوا كثيراً من وجود هذه المليشيات فيما بينهم. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :