صباح الحرف («اللبنانية» في السعودية)

  • 4/27/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

< الجالية اللبنانية في المملكة كتبت إعلاناً جميلاً، وضخماً مدفوع القيمة: «شكراً . . وعذراً . . وكفى»، في بادرة مهمة على المستوى الاتصالي لها مدلولاتها في حياتنا اليومية سياسياً وأمنياً. تقول رسائلهم الثلاث: «شكراً مملكة الخير على الإحاطة والرعاية والضيافة، شكراً على الدعم المتواصل للدولة اللبنانية من اتفاق الطائف إلى اليوم»، «عذراً.. تتقدم الجالية اللبنانية للشعب السعودي الشقيق بالاعتذار عمّا بدر من بعض السياسيين والإعلاميين اللبنانيين من تطاول وتجريح في حق المملكة وقادتها، ونحن نعاهد الشعب السعودي الشقيق بأن يحفظ اللبنانيون لأشقائهم السعوديين الجميل، وعلى أن يبقى لبنان دوماً بلدهم الثاني». ثم يختم الأشقاء مبادرتهم الجميلة بغضب وحزن قائلين: «كفى تطاولاً وتجريحاً في حق المملكة وقادتها.. كفى استهتاراً باللبنانيين ومصالحهم». الإعلان جميل التصميم والمحتوى، ولا يستغرب ذلك فالإخوة اللبنانيين لا يزالون ملوك صنعة الإعلان في الخليج والمسيطرين عليها، والفكرة التي ربما يقول البعض إنها دفاع عن مصالحهم هنا وهناك أجدها مقبولة، فالأمور كلها في حياتنا ترتكز على المصالح، ولو تصرفوا ببراغماتية يجب أن نستقبل ذلك ببراغماتية أيضاً، فنحن يهمنا استقرار كل الأشقاء، وقادتنا ونحن معهم يترفعون عن كثير مما يعرضه إعلام لبناني نعرف من يموله، ومن يديره من خلف الكواليس. المقيمون بين ظهرانينا قوة يجب استثمارها، ليس لأننا بحاجة إلى تأييدهم، على رغم احتياجنا لها أحياناً، لكن لأنهم الأقرب إلى فهمنا بعد أن عايشونا، وهم غالباً أكثر إنصافاً لنا من حكوماتهم في بعض الحالات، ومع بعض الدول. نحن دوماً ممتنون لمن عايشوا معنا إرهاصات البناء والتنمية، وليس هناك أحد من جيلنا وجيل من سبق إلا وقد علمه أخ من إحدى الدول العربية، وكثير من المهن إلى اليوم تتم على أيديهم، وهذا وإن كان مؤسفاً في بعض ملامحه، لكنه ذنبنا وليس ذنبهم. لا أستطيع وهذه المبادرة اللبنانية تأسر قلمي أن أتجاوز ما افتتح به الزميل جاسر الجاسر مقالة السبت الماضي، إذ يقول: «البقالة التي أتعامل معها يومياً يديرها يمني، الخضراوات والفواكه أشتريها من محل يعمل فيه يمنيون وأوليهم كل الثقة، حين تتكاسل زوجتي أو تنشغل فتتبخر روائح الطبخ في منزلنا ألجأ إلى مطعم يمني، أشتري العطور الفاخرة بثمن معقول من محل يمني في شارع السويلم. هذا ما أفعله قبل «عاصفة الحزم»، ووقتها، وبعدها. لم يتغير شيء، وكأنه لا علاقة لنا بما يحدث، لم تتبدل الملامح أو تسوء الخدمة». فلنطبق مثل هذا الإحساس على الأشقاء من لبنان، أو سورية، أو من مصر، سنجدهم في نسيجنا اليومي، ونحن نستضيفهم ونشكل جزءاً من نسيجهم الاقتصادي، وفي المحصلة كنا وسنظل دوماً مظلة تعايش آمن وأخوي مع كثير من الشعب، نغني اقتصاداتهم، ويغنون تجربتنا، ونتبادل سوياً مشاعر طيبة، واحتراماً، لا تنغصه حوادث صغيرة وقليلة قياساً بالملايين من البشر الذي يعيشون هنا منذ عقود. صوت الجالية اللبنانية هو صوت كثير من الجاليات في كل الأزمات، والمهم أن يسمعه «الأغبياء» هناك، ممن باعوا ضميرهم ومصلحة لبنان الجميل بدولارات قذرة. mohamdalyami@

مشاركة :