•• فرغت لتوي من قراءة كتاب "لمحات من حياتي" لرجل الأعمال المعروف الشيخ عبدالرحمن فقيه.. •• وكم أتمنى أن يتاح لشباب اليوم وشاباته الاطلاع عليه والتعرف على قصة كفاح.. لا يملك الإنسان أمامها إلا أن يقف أمام الرجل وأمثاله وقفة إكبار وإعجاب.. لأنه انتصر على الكثير من الصعوبات والإحباطات وألوان الفشل التي واكبت بداياته.. •• ومع ذلك استطاع أن يتحول من مجرد عامل مبتدئ في دكان والده ينكب على "صبغ الأقمشة" إلى صاحب أكبر منجزات سياحية.. في المملكة وخارجها. •• والأهم من هذا ماساهم به من تطوير المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام بمكة المكرمة من خلال شركة مكة للإنشاء والتعمير.. ومركز الأبحاث الخاص بتطوير أوجه الحياة والبيئة على مستوى المملكة.. وكذلك مشروع تلطيف الجو في المشاعر المقدسة بإنشاء مضخات تنشر رذاذ الماء وتخفض درجة حرارة الجو من 5-15 درجة مئوية.. بالإضافة إلى إقامة واحدة من أفضل المشاريع التعليمية المتطورة في مكة المكرمة.. •• والكتاب الذي سجل فيه "فقيه" مختلف صور الفشل والمعاناة جنباً إلى جنب أوجه النجاح العديدة في حياته.. لم يتوقف عن هذا الحد بل قدم لمحات جميلة عن تطور المملكة.. منذ صدرت فيها أول ميزانية رسمية عام 1352ه (1934م) وبلغت (14) مليوناً فقط وحتى يومنا هذا.. •• كما أنه أرخ لأوجه الحياة الاجتماعية والاقتصادية لمكة المكرمة.. كما عرج على ذكر أحوال البلد في ظل الحرب العالمية الثانية وما تبعها.. موثقاً بالصور ومدعوماً بالمعلومات الدقيقة.. •• لكل ذلك تمنيت أن يقرأ شبابنا "لمحات حياة الرجل" وأمثاله ممن صنعوا أنفسهم.. في ظل ظروف حياتية صعبة إلى أن أصبحوا من كبار البلد وواجهاته. • وهو في "لمحاته" هذه يقول: "إن الحياة لا تبتسم إلا لمن يجتهد ويتعب ويتوكل على الله في البحث عن الأفضل بكل الطرق الأخلاقية والشريفة المتاحة أمامه" •• ويقول "لقد علمني والدي (رحمه الله) ألا أبقى موظفاً أو أجيراً طيلة حياتي، وأن أُفكر في الاستقلال والعمل التجاري الحر" •• ويقول أيضاً "كنت مؤمناً بأن الإنسان يستطيع أن يبرع وينجح في أي مجال إذا كانت لديه العزيمة" •• ويختم "فيه" كتابه بقوله: "وبتوفيق الله وبالكد والمثابرة في البحث عما هو أفضل يفتح الله الأبواب والطرق التي تُوصل المرء إلى ما يتمناه لحياته. فالسكون والدعة والتسليم بالأمر الواقع في حياة الإنسان دون تطويرها لن يُغيِّر من حياة ذلك الإنسان شيئاً" •• هذا الإنسان الأنموذج وأمثاله في بلادنا.. ممن صنعوا أنفسهم من "العدم" لا يستحقون التكريم فحسب.. وإنما يستحقون أيضاً من الأجيال الجديدة.. أن تحذو حذوهم.. بدل تعجُّل الحياة.. أو الانهيار عند أدنى عقبة يتعرضون لها.. لأن بإرادة الله (أولاً) ثم بإرادة الإنسان القوية نفسه.. تتحقق الكثير من الآمال والطموحات الكبيرة إذا حمد.. وواصل.. وكافح حتى النهاية. *** • ضمير مستتر: •• (الأقوياء.. والصابرون.. يحققون المستحيل وإن تأخرت الثمرة).
مشاركة :