ثمة أمور لازمة وواجبة لتحقيق نتائج متميزة وحقيقية واسعة، في أي زيارة رسمية واجتماع رفيع أو مؤتمر مهم.. لعل من أبرزها حسن اختيار الزمان والمكان، والقضايا المطروحة، والرسالة والهدف المرجو تحقيقه، بجانب الوفد الذي سيشارك في تلك الزيارة أو الاجتماع أو المؤتمر أو الفعالية. لذلك فإن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الموقر، إلى الولايات المتحدة الأمريكية حققت نتائج جديدة غير تقليدية، لأنها جاءت موفقة في الزمان والمكان، والقضايا المطروحة، وفي الرسالة والهدف من تلك الزيارة، بجانب نوعية الوفد المشارك.. ما يؤكد أن ثمة تحضيرا وتخطيطا، وتنسيقا وترتيبا، وجهدا مضاعفا، قامت به الجهات المختصة في البلدين الصديقين، لتحقيق تلك النتائج الإيجابية في مختلف أوجهها. بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية تاريخ طويل، وتحالف استراتيجي، وتعاون بناء في مجالات وقطاعات عديدة.. وأمريكا اليوم ليست أمريكا الأمس، والبحرين اليوم ليست كذلك البحرين الأمس.. ومن هنا جاءت كافة القضايا المطروحة والاتفاقيات المشتركة واللقاءات الرفيعة، مختلفة ومتميزة ومهمة على المستوى الثنائي، وعلى المستوى الإقليمي والدولي. لقاء سمو ولي العهد بفخامة الرئيس الأمريكي جاء مفعما بالحيوية والنتائج الإيجابية، ويعكس العلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين الصديقين، بفضل العلاقات المتميزة التي تربط حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وفخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة. رسالة سمو ولي العهد كانت واضحة وهدفها محدد، في تلك الزيارة الناجحة، التي أكدت النتائج الحقيقية الواسعة، وذلك من خلال تأكيد سموه على: «أن مملكة البحرين ستظل دومًا داعمًا رئيسيًا لكافة الجهود الدولية الساعية إلى تعزيز التنمية والاستقرار عبر مشاركاتها الفاعلة في مختلف التحالفات الدولية والإقليمية التي من شأنها تعزيز الأمن والسلم الدوليين.. والدور الاستراتيجي والحيوي الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية في حفظ أمن واستقرار المنطقة، والذي يشكل ركيزة أساسية في مواصلة مسارات التنمية كون الأمن أساسا لها». ومع هذه الرسالة الواضحة التي أكدها سمو ولي العهد، جاء حديث الرئيس الأمريكي الذي أكد عمق العلاقات والتحالف، حينما قال: «إنه لشرف عظيم أن استقبل اليوم صاحب السمو الملكي ولي العهد، فهو صديقٌ لي وبلده بلد صديق للولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا العلاقات المتينة بين البلدين الصديقين في المجالات المختلفة، ومشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستظل دومًا إلى جانب مملكة البحرين..». وكما تم في الزيارة توقيع اتفاقية شراء منظومة الدفاع الجوي صواريخ باتريوت في إطار التعاون الدفاعي الممتد لعقود، فقد حفلت الزيارة بلقاءات رفيعة المستوى مع وزيري الدفاع والخارجية الأمريكية.. لذلك جاءت الزيارة بنتائج حقيقية واسعة، وكانت موفقة في المكان والزمان، والقضايا المطروحة، بجانب الوفد المرافق.. وكل ذلك يعزز بأن الرؤية والتخطيط والتنفيذ والتنسيق البحريني الرفيع سيؤتي ثماره في الحاضر والمستقبل القريب من أجل أمن واستقرار وتنمية وازدهار الوطن وشعبه.
مشاركة :