كان أجدادنا وأجدادكم من الإمارات، ومن الخليج عموماً، أو على سواحل الخليج العربي، يمتهنون صيد الأسماك أو الغوص للبحث عن اللؤلؤ، وقد كان هذا في حد ذاته ابتكاراً وإنجازاً في ذلك الزمان، نظراً لما يتطلبه من المشقة والصبر في رحلات تراوح بين أسبوعين إلى أربعة أشهر، وفي تلك الأيام، كانت مهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ من أبرع المهن ومصدر الرزق الوفير على أهل الخليج، الأمر الذي جعل أصحابها يفكرون في بيع اللؤلؤ في الأسواق العالمية، آسيا وأوروبا، لا سيما الصين والهند وباريس ولندن. من الذكريات التي لا تفارقني حينما كنت في الكويت، مشهد نزول رائد الفضاء نيل أرمستورنغ على سطح القمر في ٢١ يوليو ١٩٦٩، كان حينها حدثاً مبدعاً تكاد لا تصدقه العقول، فكيف يتأتى للإنسان أن يسير على سطح القمر البعيد، ولم نكن نعلم أنه سيأتي زمان يفكر فيه الإنسان بغزو الفضاء واستعمار المريخ. من ضمن خطوات الشيخ زايد، التي أدخلت الإمارات إلى عصر الفضاء قبل أكثر من 43 عاماً وتحديداً في 8 من نوفمبر عام 1975، والتي تعد أولى خطوات الإمارات في قطاع الفضاء، وذلك بافتتاح المحطة الأرضية للاتصال بالأقمار الصناعية في منطقة جبل علي في دبي، وكان لوالدي شرف المشاركة في هذه المناسبة، ولا تزال لدي ذكرى من هذا الافتتاح، وهي عملة رمزية، وضع عليها القمر الصناعي. لقد أدرك المغفور له الشيخ زايد بحكمته ونفاذ بصيرته أهمية هذا القطاع الحيوي، واستقبل العالم رواد فضاء بعد رحلة قاموا بها إلى القمر، ضمن برنامج «أبولو» عام 1976.. وتأكد الناس حينها أن الاكتشافات العلمية في قطاع الفضاء، تبشر بمستقبل واعد للعلم والعلماء والبشرية. ومع الأيام ودخول العصر الحديث، تطورت الصناعات في دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد أن عاشت لحظات عصر الاتحاد المجيد، ثم اشتهرت الإمارات بفضل من الله، ثم بجهود الرجال والنساء الذين بذلوا جهداً متميزاً في تلك الفترة السابقة، بدعم الخطوات السياسية والعلمية والاجتماعية والتنمية البشرية والمستدامة، وبعد هذه الأيام، بدأ شعب الإمارات يفكر في الصناعات التي تجلب الرفاهية والسعادة للمجتمع، في خطوات أخذت فيها الإمارات المراكز الأولى في مجالات عديدة، ومن أهمها التكنولوجيا الحديثة والذكية ودخول مجال الفضاء، عبر تأسيس مؤسسات تخدم هذا المجال، وإرسال أقمار صناعية أبدعتها وصنعتها أيادٍ إماراتية. وهكذا من عصر اللؤلؤ إلى عصر الفضاء، الذي تستهل فيه الإمارات أول أهدافها في التميز والابتكار، ودخول أول رائد فضاء إماراتي، هزاع المنصوري، وزميله رائد الفضاء سلطان النيادي، في مركبة تأخذ أحدهما إلى المركبة الدولية للفضاء في مهمة علمية، تستفيد منها الإمارات والعرب والعالم أجمع.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :