إطلالة على الهجرة النبوية (1)

  • 9/21/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إن المتأمل في وقائع وأحداث الهجرة النبوية المباركة يجد أنها عامرة بالأحداث والوقائع، والعبر والعظات، والدروس والمواقف، صبر وتضحيات، تخطيط ونجاحات، لقد كانت الهجرة حدا فاصلا بين الحق والباطل، والخير والشر، والنور والظلام، والحب والكره، والعدل والظلم، والإيمان والكفر، والطاعة والمعصية، والعلم والجهل، كما كانت نورا على الإنسانية كلها حيث أخرجتها من الوثنية والشرك إلى نور الإيمان والتوحيد، ومن الظلم إلى العدل، ومن احتقار المرأة إلى تكريمها، إن الهجرة المباركة أخرجت الإنسانية من ظلمتها، وأنقذتها من وهدتها، وخلصتها من حيرتها، ودفعت بها إلى طريق الخير والرشاد. بالهجرة المباركة أسس النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع الإيماني، حيث الإيمان الصادق، والتوحيد الخالص لله رب العالمين والسلام الاجتماعي، والأخوة الإيمانية والتعاون على البر والتقوى. إن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم تكن لأجل منفعة أو مصلحة أو عرض من أعراض الدنيا الزائلة، ولم تكن كذلك خوفا على الأنفس أو الأموال... إنما كانت لأجل إعلاء كلمة الحق والدين، لذلك شارك في الهجرة النبوية المباركة كل الفئات العمرية والاجتماعية، فهاجر الأغنياء والفقراء، والأقوياء والضعفاء، والرجال والنساء، والشباب والشيوخ.. نذكر بالخير كل الخير وذلك على سبيل المثال لا الحصر، الفدائي الأمين علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم للتمويه على المشركين، ولرد الأمانات إلى أهلها، وأبوبكر الصديق رضي الله عنه الصديق الصدوق ناصر الحق والدين، والمدافع بكل ما يملك عن الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم, ورفيقه في مشوار الهجرة وكل متطلبات الدعوة ونصرة المستضعفين وتحرير الرق والعبيد، كما أن له دور بارز في تمويل الهجرة ونجاحها، ليس هذا فحسب، بل يشهد التاريخ الإسلامي أن أبا بكر رضي الله عنه قدم كل ماله في سبيل الله، وقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ما تركت لأهلك، قال تركت لهم الله ورسوله، وعمر الفاروق رضي الله عنه الذي فرق بين الحق والباطل، والذي هاجر جهرا لأجل رضا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم متحديا عتاة المشركين وصناديد الكفر في مكة، ومن ثم فيما بعد عندما تولى أمر المسلمين ملأ الأرض عدلا وانتشرت الفتوحات ودخل الناس في دين الله أفواجا، وعثمان بن عفان رضي الله عنه، صاحب الهجرة الأولى إلى الحبشة، والذي له بصمات في خدمة الإسلام والمسلمين، والمؤسس الأول لفكرة الوقف الخيري، ومنها بئر رومة التي اشتراها من اليهود لتكون مصدرا للمياه وسقيا المسلمين وأنعامهم ودوابهم. جاء في السيرة النبوية العطرة للدكتور / عبدالمقصود نصار، والدكتور/ محمد الطيب النجار «بينما كان رسول الله - ( - يعمل على تثبيت دعائم الدولة الإسلامية... إذ جاءته أخبار من بلاد الروم أنها قد تجمعت لغزو بلاد العرب الشمالية لذلك فإن الرسول - ( - فاتح الناس بعزمه على الخروج لقتال الروم، وأرسل إليهم يستنفرهم ويحثهم على التبرع كما حض أثرياء المسلمين على المشاركة في تجهيز الجيش بما أتاهم الله من فضله واستجابت الكثرة من المسلمين لهذه الدعوة فأقبلوا جماعات حتى ضاق بهم فضاء الصحراء يسوقون أمامهم خيلهم وإبلهم مدرعين بأسلحتهم.. وتنافسوا في الإنفاق وشراء السلاح، فجاء أبو بكر رضي الله عنه بكل ماله فقال له الرسول - ( - هل أبقيت لأهلك شيئًا؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، كما أسرع عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بتجهيز ثلث الجيش مــن ماله».

مشاركة :