بعد أن ترجّل فارس الخارجية الذي شغل المنصب لمدة 40 عامًا، سعود الفيصل، لأسباب صحية معروفة لمن عاصر مثله، الأحداث السياسية الجسام التي مرت بها المنطقة، والحمل الثقيل لحقيبة الخارجية، والدور الدبلوماسي لنزع فتيل الحروب والتصادمات، ومع ذلك، ينبغي أن يستفاد من خبرته وعلمه، فهو مدرسة متحركة، عاصر فيها خمسة ملوك. لا يزال وزير الخارجية الأمريكي الأشهر، هنري كسينجر، يجري المحاضرات، ويكتب الكتب، والمقالات السياسية في الشؤون الخارجية، التي تلفت انتباه العالم، ويعتبر حتى الآن، مرجعًا استشاريًا لكل الرؤساء، واليوم تترشح وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون لتدخل سباق الرئاسة، لتكون أول امرأة قد تتسلم هذا المنصب بعد باراك أوباما. تَرجُّل وزراء الخارجية، لا يعني أبدًا جلوسهم في البيت، فلديهم خبرات تراكمية، تجعل منهم مرجعًا يليق بمكانتهم، ويليق بالسنوات الطوال للخدمة في هذا المنصب، والترجل لا يعني انتهاء الدور، فالأدوار الدبلوماسية، تتفاوت في التأثير بين عدسات الإعلام، وبين طاولات الاجتماع الداخلية، وأعتقد أن دور الأمير سعود الفيصل لايزال حيويًا، وترجله تحوّل من منصة إلى منصة أخرى. بالإضافة إلى تعيينه اليوم وزير دولة وعضوًا بمجلس الوزراء، ومستشارًا ومبعوثًا خاصًا لخادم الحرمين الشريفين ومشرفًا على الشؤون الخارجية، أتمنى أن تستقطب الجامعات السعودية، قبل الجامعات العالمية، الأمير سعود الفيصل، ليحاضر في مجال السياسة الخارجية، والعلاقات الدولية، وتحليل الأجواء الساخنة حول العالم، وأتمنى على سموّه أن يبدأ كتابة مذكراته، الشخصية، ليستفيد منها جيل المستقبل، وتصبح مرجعًا لكل العاملين في السلك الدبلوماسي، وهناك قوانين دولية تسمح بالشفافية بعد مرور ثلاثين عامًا على الأحداث، لذلك ستكون كتابته، عن حقبة سابقة، وفق القانون. #القيادة_نتائج_لا_أقوال تقول أوبرا وينفري: السؤال الأساسي ليس يختص إذا أنت مشغولٌ أم لا، كل الناس يقولون ذلك، الكل مشغول، لكن السؤال الحقيقي هو مشغولون في ماذا؟!
مشاركة :