حتى الكلمة يُمكنها أن تكونَ ذخيرة..يمكنها أن تكونَ مِقْصَلة، وفُجَاءةَ من ظنها قليلة وانتقصها. وبها الصوت قد يكونُ ثَاقباً مُدويّاً أكثر من وقعِ آلة، يُمكنه أن يُقوِضَ انهزامة باتت أن تحدث! تقولُ جدتي: تحدث بصوتك الجَهور وكلمات الحق لأن هذا الصوت يُخيفُ الأعداء أكثر من آلة، ولأن الجَهورَ يَغرِزُ في الصدورِ هَيبةً كبيرة. الفراغ تَعجُ بهِ الأرجاء يحشد لنا جَحفلاً يتقاطر من كل الجهات كُلما قلّت الأعمال، وضاع التركيز وانعَدمتْ الرؤيةُ نحو الأمام. الصمت، الخذلان، القنوط أقدم الأعداء وكلماتهم المدهونة بشرارة باردة متمركزة يساراً لا تلبث أن تستعر عندما يبدأ ذلك الحَديث المفخخ، فهي لا تُجيدُ لغةَ الإشفاق.لذا نقعُ في أغوارهِا، و تنشأ شُكوكيتنا العدوانية مع تفاقُمها. لذا ما أكثر أعداؤنا المرئيين، والمُغيّبِينَ، والمخلوقين من الضغائن المحسوسة والهُلام النكر.. وكلما دحرنا استفحالها بالجهر تصاغرت ذخائرها. نحن في الحقيقة نعرف أن كلمات الحق والصدق قوية وتُصيب في مقتل.نحن نعرف ما يفعل هولها، نعرف كل هذا..تبقى أن نفعلها. المظفرون دوماً يجهرون لذلك فأول الظفرجَهراً.
مشاركة :