دخلت عاصفة الحزم أسبوعها الثاني، وكأن الحوثيين في صمم مما يجري في أرض اليمن، وهم يدركون أي نهاية تنتظرهم، وأي خيبة ستلحق بهم ما لم يعودوا إلى رشدهم ويصطفوا في جانب مشروع اليمن الذي يريده التحالف مطمئنا سعيدا، وهم يريدونه مرعوبا حزينا. ولئن اعترى الحوثيين داء العظمة والجنون، ففقدوا مُقوّمات التفكير السليم، فلأنهم في النهاية أشباه ثورة ولا يُشكِّلون دولة، وهم لا يحسبون للمستقبل حساباً إلاّ بقدر ما تسمح لهم ولية نعمتهم وسيدة قراراهم إيران الصفوية المجوسية. ولكن الكارثة أن مسؤولين في دولٍ تُعَد صديقة يسيرون في الطريق نفسه، وعلى النهج ذاته، وكأنهم مرتبطون بذات المرجعية، أو يدينون بنفس الولاء الطائفي المذهبي. السؤال هل يمثل هؤلاء شعوبهم فعلا؟ الحقيقة تقول لا. هم دمى بيد طهران تُحرِّكها كيف تشاء! لا استقلالية في القرار، ولا مصلحة في الأفق، ولا رشاد في التوجه. لقد نجح بعض هؤلاء لفترة وجيزة في خداع بعضنا حين حاول تصوير نفسه مختلفاً عمّن سبقه، في حين أنه أخ لشهاب الدين، فلكلاهما ظراط، لكن شهاب الدين أظرط من أخيه. ما أروع أن تهب عاصفة الحزم، ومع هبوبها ترتفع ثياب المنافقين والمتربصين، ليتبيَّن لخلق الله أجمعين سوءاتهم العفنة وطوياتهم الفاسدة وكذبهم المستمر. لعلها بإذن الله عاصفة للحق يميز بها الله الخبيث من الطيب، والغث من السمين. لقد آن أوان فضح هؤلاء المنصاعين حد النخاع لتعليمات قم وطهران. ومع فضحهم لا بد من تشديد إجراءات التضييق عليهم بكل وسيلة متاحة، وعلى رأسها التضييق الاقتصادي بالتوازي مع دعم الحركات المعارضة لهم المعتدلة في أهدافها وسلوكها ومنهجها، المتفقة مع أسس العدالة الربانية والإنسانية والفطرية. وأحسب في الوقت نفسه، أنه بات من الواجب شرعا وفعلا دعم أهل السنة المعتدلين وهم الأغلبية الساحقة ضد ظلم المعتدين الحاقدين الرافعين لرايات آل البيت كذبا وزورا وبهتانا، وفي قلوبهم حقد وضغن على مواطنيهم من أهل السنة لو وُزع على أهل الأرض لأنتنت الدنيا واستحالت الحياة على ظهرها. salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :