الراية تستكشف أسرار الغوص في سيلين

  • 11/28/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - حسين أبوندا: يحرص علي راشد العذبة على تفقّد معدات الغوص بنفسه.. يتأكّد من جاهزية جهاز التحكم في الطفو وأسطوانة الأكسجين والأوزان والزعانف وأنبوب التنفس والمنظم والقناع، كلها أمور أساسية لا يجوز للغواص التهاون فيها، هذا بالإضافة إلى استخدام معدات موثوقة ومرخصة من الدولة، وتجنب المعدات القديمة إلا بعد التأكّد من صلاحيتها. يقول العذبة: هواية الغوص آمنة جدًا شرط التقيّد بالتعليمات واستخدام معدات موثوقة، أيضًا التدريب الجيد والحصول على رخصة الغوص وعدم الغوص منفردًا.. هذه الشروط لا بدّ من التقيّد الصارم بها، وعند ذلك نستطيع القول إن هواية الغوص هي أقلّ خطورة، مقارنة بالكثير من الهوايات الأخرى التي يذهب ضحيتها عشراتُ الشباب سنويًا. هناك في سيلين، وبينما كانت السيارات تحارب الكثبان الرملية صعودًا ونزولًا.. كان ثلاثة من الغوّاصين القطريين يقودون سيارتهم إلى الشاطئ، توقفوا وأنزلوا عدة الغوص ليشقّوا طريقهم في المياه.. يقولون إن الأعماق في سيلين تصل إلى 20 مترًا وهي مناسبة للغوص لكنها تفتقر إلى التنوّع الكبير بالأحياء البحرية، لذا قامت الجهة المعنية بوضع فشوت صناعية مثل السيارات القديمة وصهاريج المياه التي تكوّنت فيها الشعاب المرجانية وأصبحت ملجأً للأسماك والأحياء البحرية المتنوّعة. يروي فريق الغوّاصين ل الراية أبرز مُشاهداتهم خلال رحلات الغوص التي قاموا بها، فمن الشعاب المرجانية الجميلة والفشوت والأسماك غريبة الأنواع، إلى السفن الحربية في بحر مالطا التي تعود إلى الحرب العالميّة الأولى.   المدرب علي راشد العذبة: الغوص بأعماق تزيد على 40 متراً   يقول علي راشد العذبة«مدرّب غوص» : أمارس هواية الغوص منذ ما يزيد على 10 أعوام، وحرصت خلال تلك السنوات على تعلّم جميع تفاصيلها، فضلًا عن التسجيل في دورات مُختلفة تؤهلني للغوص بأعماق كبيرة، وقبل 5 سنوات حصلت على أكثر من رخصة تؤهلني لتدريب الغوّاصين المُستجدين، بالإضافة إلى تدريب الغوّاصين الممارسين على الغوص في أعماق تزيد على 40 مترًا. ويضيف: هواية الغوص تمنح من يمارسها فرصةً لمشاهدة عالم آخر من الكائنات الحية يختلف تمامًا عن الذي يعيش فوق سطح الأرض، كما أن الغوص يمنح ممارسه الراحة النفسية، وهي فترة ينعزل فيها عن الحياة وضغوطاتها اليومية لمدة تزيد على الساعة. وأكّد أن الغوص الترفيهي الذي يمارسه جميع الهواة محدّد بعمق 40 مترًا، أما بالنسبة للأعماق التي تتجاوز تلك المسافة فإنه يصبح غوصًا تقنيًا أو تجاريًا، وله دورات خاصة، وغالبًا لا يمارسه سوى المُستكشفين والباحثين، أو عمال صيانة أنابيب النفط، والكابلات البحرية. وعن معدّات الغوص المطلوبة، أكّد أن الغواص يحتاج إلى «المنظم» و«القناع» أو النظارة، وأيضًا جهاز التحكم في الطفو وأسطوانة الأكسجين والأوزان والزعانف وأنبوب التنفس، والمطلوب من الغواص استخدام معدات من محلات موثوقة ومرخصة من الدولة، وتجنّب استخدام المعدات القديمة إلا بعد التأكّد من صلاحيتها. وأكّد أن هواية الغوص أصبحت جل اهتمامه، ويسافر لمُمارستها في دول مُختلفة، لافتًا إلى أن الغوص خارج قطر يمنحه فرصة للاستمتاع بمشاهدة كائنات بحرية مُختلفة عن التي يشاهدها في قطر، وتكون لديه فرصة لرؤية الشعاب المرجانية والكهوف والمناجم وحطام المراكب في المُحيطات والبحار التابعة للدول الآسيوية والأوروبيّة. وأضاف إنّ المياه القطرية تزخر بأنواع مُختلفة من الأحياء البحرية والأسماك ودائمًا ما يلاحظ أسماكًا مثل «العنفوس» والفسكر والهامور والنيسر والجت والصافي وأم الروبيان والروبيان، بالإضافة إلى قنفذ البحر، وأنواع صغيرة من الأحياء المائية الأخرى. وأكّد أن الغوص من أكثر الرياضات الآمنة، مقارنةً بهوايات أخرى مثل قيادة الدراجات النارية وقيادة سيارات السباق والطيران الشراعي، ولكن يجب على من يمارسها الالتزام بجميع التعليمات والأساسيات التي تعلّمها في حصص التدريب، لافتًا إلى أن الدليل على أنها من الرياضات الآمنة هو قيام الجهة المخولة بمنح رخصة ممارستها في جميع دول العالم للأطفال من عمر 10 أعوام. وأوضح أنّ هناك فرقًا بين الغوص في الصباح والمساء، حيث تختلف الحياة البحرية في الأعماق بعد غياب الشمس وتبدأ بعض الكائنات الحية بالنشاط والتحرك على عكس الفترة الصباحية التي تكون تلك الكائنات في حالة سكون وتجمّد مثل كائن يطلق عليه «عارية الخياشيم» والروبيان الشفاف، وقنفذ البحر الذي يبدأ نشاطه بعد غياب الشمس. وعن أخطر الأحياء البحرية التي يتجنّبها الغواص، قال: الكائنات البحرية بشكل عام لا يوجد بها صفة الهجوم بل الدفاع فقط، ولكن كغواصين نحرص على تجنّب نوع من الأسماك يسمى السمكة الصخرية والتي تكمن خطورتها بطريقة تمويهها، حيث تبقى ساكنة لفترات طويلة بدون أي حركه ليعتقد الغواصون أنها صخره قابعة في قاع البحر، ما يعرض الغواصين لخطر أشواكها السامة.     عبدالرحمن الجابري: الغوص رياضة آمنة بشروط   أكّد عبدالرحمن سالمين الجابري أنّه حاصلٌ على رخصة غوص منذ 10 أعوام، ومارس الهواية في أكثر من دولة، وحصل على رخصة أخرى تمنحه القدرة على النزول إلى عمق 40 مترًا، لافتًا إلى أنّ هواية الغوص بها العديد من التعليمات والإرشادات، أهمُّها عدم الغوص بشكل فردي مهما كان الغوّاص محترفًا تفاديًا لوقوع أيّ طارئ، مع ضرورة الإلمام بلغة الإشارة الخاصة بالغوّاصين، كما يجب الحرص على مُراقبة مُؤشّر الهواء بشكل مستمرّ والحذر دائمًا من الخروج السريع لسطح الماء، حيث يجب إن يكون بشكل تدريجي حفاظًا على سلامة الرئتين من الانفجار. ولفت إلى أنّ نسبة الحوادث التي تقع للغواصين قليلة مقارنةً بممارسي الهوايات الأخرى ومُعظم حوادث الغواصين تقع بسبب عدم الالتزام بالتعليمات متحدثًا عن وقوع حالة وفاة لأحد الغوّاصين المُحترفين قبل سنوات نتيجة لقيامه بمُمارسة الغوص بشكل فردي. وأوضح أنّ الغواص في الأعماق قد يتعرض لبعض المصاعب مثل إصابته بشدّ عضلي أو إعياء مفاجئ أو ظرف مفاجئ، ولتفادي أي مخاطر لابد من مُمارسة الغوص مع مرافق واحد على الأقلّ. وأكّد الجابري أن سيلين وجهة الغوّاصين حيث يستطيع الغوّاص النزول مباشرة إلى الأعماق في تلك المنطقة والتي تصل إلى 20 مترًا، أما بالنسبة لباقي المناطق فيتطلب الغوص فيها ركوب قوارب للوصول إلى الأعماق، لافتًا إلى أن مشكلة سيلين تتمثّل في محدودية الأحياء البحرية، لذا قامت الجهة المعنية بوضع فشوت صناعية مثل السيارات القديمة وصهاريج المياه التي تكوّنت فيها الشعاب المرجانية، وأصبحت ملجأ للأسماك والأحياء البحرية المتنوّعة.   المدربة القطرية شمس السويدي ل  الراية : حادثة غرق دفعتني لتعلم الغوص ·        رخصة دولية للتدريب على الغوص من منظمة بادي البريطانية ·        والدي شجعني على السباحة منذ الصف الرابع الابتدائي   كتب- نشأت أمين: قالت مُدرّبة الغوص شمس عبدالله السويدي إنها بدأت رحلتها مع الغوص في عام 2013، مُشيرة إلى شغفها الشديد بالغوص منذ الصغر. وأضافت: تعلمت السباحة وأنا في الصف الرابع الابتدائي بإصرار من والدي عندما كدت أتعرض للغرق في إحدى المرات، حيث كنت أرافق الأسرة في إحدى الرحلات بالبحر، وبينما كنت أسبح مع إحدى قريباتي جرف الماء العوامة التي كنت أستخدمها إلى داخل البحر، ولولا عناية الله، ونجاح والدتي في انتشالي لتعرّضت للغرق، ومنذ هذه اللحظة أصرّ والدي على أن أتعلم السباحة، وقد تعلمتها بالفعل في نادٍ تابع لموظفي إحدى شركات البترول. وتقول: بعد مرور أعوام وجدت نفسي متعلقة بحبّ الغوص واستكشاف ما تحت الماء، وبدأت أقرأ في الإنترنت عن تلك الهواية، لكنني مع ذلك لم أدخل إلى هذا المجال إلا بعد أن تعلّقت بهواية أخرى هي الصيد، حيث كنت أذهب مع الأسرة إلى عددٍ من المناطق مثل ميناء الدوحة القديم ومنطقة العديد، وغيرها لمُمارسة الصيد بعد ذلك قرّرت تعلم الغوص، حيث التحقت بدورة غوص في الدوحة. وأضافت: أنا خريجة تربية رياضية وبعد تخرجي من الكلية التحقت بالعمل كمدربة نشاط رياضي بجامعة قطر في عام 1995، وظللت في هذا العمل مدة 15 عامًا، حيث كنت خلالها أقوم بتدريب الأنشطة الرياضية بشكل عام ولكن في العامَين الأخيرين من عملي بالجامعة تخصصت في تدريب الغوص وقد تقاعدت تقاعدًا مبكرًا في عام 2011 بعد أن وصلت إلى منصب رئيس لقسم النشاط الرياضي. وتابعت السويدي: عقب تقاعدي وجدت أمامي وقتَ فراغٍ كبيرًا، ومن هنا فكرت في الحصول على دورات متقدّمة في الغوص بعد استئذان الأسرة، وقد تمكنت بالفعل من الحصول على دورة غوص متقدمة حتى أصبحت مدربة دولية، وحصلت على شهادة بذلك في عام 2017 من منظمة بادي، ومقرّها بريطانيا، وقد بدأت في الدخول فعليًا إلى مجال التدريب منذ عامَين، حيث أقوم بتدريب الفتيات والشباب أيضًا. وعن العقبات التي واجهتها كمتدربة في مجال الغوص، قالت السويدي: أبرز العقبات هي العادات والتقاليد المُجتمعية، إذ إن الدخول إلى هذا المجال من المعروف بالنسبة لنا في المجتمع القطري أنه مجال رجالي بالدرجة الأولى، ولكن والدي رحمه الله دعمني وقال لي ما معناه إنه ما دمتِ لا تفعلين شيئًا خطأً، فلا تلتفتي إلى ما يقوله الناس وأنا أثق بما تقومين به. أما فيما يتعلّق بالعقبات التي واجهتني كمدربة، فهي أنني حريصة على ألا أشرع في تدريب أي فتاة إلا إذا كانت لديها موافقة من أسرتها على تعلم الغوص تجنبًا لأي مشكلة قد تحدث من جانبهم. وأضافت السويدي: هناك مشكلة أخرى واجهتني، وهي قضية العثور على مسبح يصلح للتدريب وتكون أسعار إيجاره معقولة، وبعد عناء شديد وجدت مكانًا مناسبًا داخل مجمع سكني في أبوهامور يتيح لي تقديم التدريب النظري والعملي بسهولة، حيث يضمّ قاعدة للتعليم النظري ومسبحًا للتدريب العملي، وهو مسبح يوفّر الخصوصية المطلوبة لتدريب الفتيات.

مشاركة :