منذ بدأ مهرجان التراث والثقافة (الجنادرية) ومازال طوال مسيرته يزداد تألقاً وروعة كل عام وخيب توقعات من ظن ان ذلك المهرجان ستضعف مادته وتكون نسخة مكررة مملة لا تستحق ماينفق عليها من مال ولكن العكس هو الصحيح ويلحظه من يزور المهرجان كل سنة فالتجديد حاصل بما يتناسب والأهداف الموضوع من اجلها ذلك الحدث الوطني. ولدي خاطرة تراودني كلما اقترب موعد الاعلان عنه فأرجئ الحديث عنها لمعرفتي بضيق الوقت وعدم إمكانية دراستها واذا انتهى المهرجان خشيت من الحديث عنها ان تفسر على أنها نقد ونيل من الجهود المبذولة لذا آثرت التأجيل لهذا الوقت وأقول ان المهرجان أضاف الكثير من المعارف والثقافات المحلية والعربية لكن ثقافة تنظيم المناسبات الجماهيرية تحتاج إلى مبادرة اللجنة المنظمة لإحيائها في مئات الألوف من مرتادي المهرجان وهي فرصة سانحة لان يتعود الناس على الالتزام بالنظام بكافة أشكاله ودواعيه وكذلك المنظمون انفسهم لان إدارة الجماهير علم وبراعة لا يحسنه الكثير من الجهات التنظيمية العامة والخاصة والملاحظ أن المناسبات الجماهيرية التي تقام عندنا تفتقد للمظهر العام المنظم. وبما أن مهرجان التراث صاحب مبادرات وتميز لعلنا نرى في النسخة القادمة من المهرجان المظهر العام المنظم لسلوك الرواد والتعامل بحزم توجيهي وإرشادي أنيق مثال ذلك مواقف السيارات الخارجية تعتليها سحابة من الأتربة نتيجة السير العشوائي في المواقف غير المنظمة فما الذي يمنع من تحديد مساحة كافية للمواقف وردم أرضيتها او زفلتتها بحيث لا تثير الأتربة ثم تخطيطها وترقيمها وتوزيعها مربعات يسهل على صاحب المركبة العودة إلى سيارته بسهولة مع وضع أماكن وقوف لذوي الاحتياجات الخاصة ومداخل وممرات ميسرة لهم. كذلك من المظاهر المقترحة استبدال الزي العسكري الميداني لرجال الحرس الأشاوس داخل المهرجان بزي يصمم خصيصاً للمناسبة على اعتبار انها مناسبة ثقافية وليست عسكرية مع إلمام كل فرد مشارك بكل محتويات وجوانب المهرجان بحيث يجيب على الأسئلة والاستفسارات من الزوار عن طريق خارطة تطبع لهذا الغرض تحوي جميع المعلومات والأماكن والخدمات توزع على الرواد. ايضا ما المانع من تسيير حافلات مجدولة للنقل الجماعي من جهات الرياض الأربع لتقل الزوار وتخفف من عناء الوصول وكثافة السيارات في موقع المهرجان وليكن ذلك بتذاكر رمزية القيمة. هذه النقاط جزء من كل والقصد منها أن يكون المهرجان وسيلة سلوكية سباقة لتعويد الناس على الانضباط ونشر ثقافة تنظيم المناسبات الجماهيرية ولان سعة الصدر والترحيب بالمقترحات والاراء سمة يتمتع بها سمو الامير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني الجهة المنظمة يجعلنا أكثر تفاؤلاً.