لفت انتباهي خبر نشرأمس الأول مفاده ان وزارة الصحة استعانت بشركة أرامكو لتحول مستشفى الملك فهد في جدة من مكان موبوء بفيروس كورونا إلى بيئة صحية لعلاجه باتباع الطرق العالمية العلمية الحديثة في التعقيم وسلوكيات التعامل مع المعدات الطبية والمراجعين وتفاصيل لايهمنا سردها بقدر ما يهمنا خروج أرامكو على السطح في هذه المهمة. في تلك اللحظه تذكرت قول صاحبي أثناء تدشين مشروع الملك عبدالعزيز للنقل والذي سيكون أسطورياً في مقدرته على تحويل الحياة في عاصمة كالرياض الى عالم آخر بضخامة مشروع ومحدودية وقت. حيث قال مشككاً في انتهاء المشروع في المدة المقررة له لو أسند المشروع لأرامكو لكنا أكثر طمأنينة في سرعة الإنجاز بالكيفية المراد لها، وأرامكو ليست دولة مجاورة أو بيت خبرة غربياً، أرامكو سعودية مئة بالمئة العاملون فيها معظمهم سعوديون ولدوا ونشأوا هنا مثلهم مثل أي موظف في دائرة حكومية أو خاص، الفرق الوحيد هو الانضباط والمحاسبة والرضا الوظيفي.. هذان العاملان فعّلا نظاماً موجوداً ومتاحاً للجميع وصنعا أرامكو. ونحن حقيقة لانقر أن نلجأ لأرامكو كلما أردنا إنجاز عمل متقن، فأرامكو لديها ما يشغلها وتحتاج لتطوير نفسها وملاحقة برامجها لكننا في الوقت نفسه نريد ثقافة أرامكو في مؤسساتنا العامة ونعمل عليها، نريد الحساب والعقاب والمكافأة والتقدير، نريد أن يكون مقياسنا في تعيين القياديين التنفيذيين هو الكفاءة والأهلية وليس المحسوبية وسلسلة الخنوع ورأي الإدارة عند المدير ورأي المدير عند الوكيل ورأي الوكيل مايرضي معاليه ومعاليه على مايملي عليه مدير مكتبه. ثقافة أرامكو لاتقول شراء الأرخص ولاتقول المنتج المحلي ولو رديئاً كما لا تقول إن علاقة المنشأة بالمقاول تلتقي عند صرف المستخلص و(اصرفوا وبعدين نتفاهم)..وليس مقياس النجاح عند أرامكو ألاّ يرجع شيء للمالية من الميزانية. كثيرة هي عناصر ثقافة أرامكو التي بنتها منذ إنشائها، وأتمنى أن تكون مازالت محافظة عليها كما أخشى عليها من العدوى بالاحتكاك بالعناصر الملوثة بالكسل والدعة والإحباط وأرجو ان تدرك وتقدر حجم ثقة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وتكون بالقوة التي تنقل ثقافتها الى الأجهزة الأخرى وتساهم في تغيير الأنظمة القديمة الي تحكم الاداء العام ولم تعد قابلة للترقيع والترميم ولتبدأ بالأجهزة المستعدة للتغيير وشيئاً فشيئاً حتى تشمل العموم، وإذا لم يطلب منها ذلك، عليها من جانب وطني أخذ زمام المبادرة وليكن من خلال شركة استشارية منبثقة منها لضمان الاستمرارية ولندرك جميعاً أن وطننا أمانة.
مشاركة :