تحذيرات دولية من انزلاق الأوضاع في ليبيا، ودعوات لوقف القتال والتوجه إلى طاولة المفاوضات، بعد إعلان خليفة حفتر بدء "المعركة الحاسمة" والتقدم نحو طرابلس. ورئيس حكومة الوفاق يقلل من شأن هذا الإعلان ويتعبره "وهما". حضّ قادة فرنسا وألمانيا وإيطاليا الجمعة كافة أطراف النزاع في ليبيا على وقف القتال، بعد أن أطلق المشير خليفة حفتر عملية عسكرية جديدة للسيطرة على العاصمة طرابلس. وبعد اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أكّد الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أنّ الاستقرار في ليبيا "يمكن تحقيقه فقط عبر حلّ سياسي". ولم يذكر ثلاثتهم حفتر بالاسم، لكنّ بيانهم المشترك صدر بعد أن أعلن الرجل القوي في شرق ليبيا "المعركة الحاسمة والتقدّم نحو قلب العاصمة". من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الوضع في ليبيا يجب أن يُحل عبر المحادثات بين الأطراف الليبية. وتخشى الدول الأوروبية الثلاث أن يؤدي مزيد من العنف لعرقلة الجهود للتوصل إلى سلام بما في ذلك مؤتمر سلام دولي في برلين. وحضتّ الدول الثلاث "جميع الأطراف الليبية والدولية على وقف العمل العسكري والالتزام الصادق بوقف شامل ودائم للأعمال العدائية واستئناف عملية تفاوض موثوقة بقيادة الأمم المتحدة". وأكّدوا مجددا "دعمهم الكامل للأمم المتحدة وعمل الممثل الخاص للأمين العام غسان سلامة"، مشيرين إلى أن "السلام والاستقرار الدائمين في ليبيا لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال حل سياسي". وأبلغت ميركل الصحافيين أنّه "من الواضح في هذه المرحلة أن ليبيا باتت مكانا لحرب بالوكالة". وقالت "لا يمكن لأي من الأطراف هناك العمل بمفرده وبقوته الخاصة. لذا، نشعر بأننا مطالبون بالمضي قدما سياسيا في أسرع وقت ممكن". من جهته، أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة دوليا فائز السراج، رفضه الهجوم على طرابلس، مشددا على أنه "لا ساعة صفر" لشن هجوم على العاصمة، في رد على إعلان قائد ما يسمى بالجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر "ساعة الصفر" للتقدم نحو طرابلس. وأضاف السراج، في كلمة موجهة إلى الليبيين، اليوم الجمعة: "إنه لا سيطرة أو اقتحام ، فلا ساعة صفر سوى صفر الأوهام"، داعيا الجميع إلى الالتفاف حول "دولة القانون والمؤسسات"، بحسب "بوابة الوسط". وشدد السراج على رفضه "التدخلات الخارجية الداعمة للحرب ومغامرات العسكر". وأضاف، مخاطبا من سماهم (داعمو الحرب): "لا تحلموا أن تجعلوا ليبيا قاعدة لكم ولا كهف للتستر أو الظلم، ودعوا الليبيين وشأنهم، إلا أن تتدخلوا بالخير، فليبيا ستكون دولة مدنية حقيقية وحرة". كما دعا إلى الالتفاف حول "الدولة المدنية، متابعا: "آن الأوان لطي صفحة حكم الفرد الواحد.... وفرض الاتفاق بالقوة، أما الآن فهناك وطن يبحث عن استقرار عبر آليات الحكم الديمقراطي". وكان حفتر قد أعلن أمس الخميس عن "ساعة الصفر" لما أسماها "المعركة الحاسمة" والتقدم نحو طرابلس. على صعيد آخر، اتهم تقرير للأمم المتحدة نُشر هذا الأسبوع عدة شركات ودول بخرق الحظر المعلن لتوريد الأسلحة إلى ليبيا في 2011، من خلال تسليم أسلحة أو إرسال مقاتلين إلى الجانبين المتناحرين في ليبيا. وبحسب التقرير المؤلف من 400 صفحة تسبب الهجوم على طرابلس الذي يشنه المشير خليفة حفتر منذ 4 نيسان/أبريل ب"نقل جديد لمعدات عسكرية". وأوضح أن عمليات تسليم المعدات العسكرية تم التحضير لها مطولا بعيدا عن الشفافية وأن "معدات نقلت إلى ليبيا بشكل متكرر وفاضح في انتهاك للحظر على الأسلحة". وفصل الخبراء الأمميون في تقريرهم عملية تمت بشكل خفي لتسليم سفينة من البحرية الإيرلندية لقوات حفتر. ف.ي/ع.ج.م (د.ب.ا، رويترز، ا.ف.ب)
مشاركة :