على مدار اليومين أو الثلاثة الماضية، بُعيد جريمة القديح تفرّغتُ لمحاولة الوصول إلى مصدر الفحيح! والحقّ أن الأمر عندي واضحٌ جليٌّ مع الاحترام التام لكل التفسيرات والتأويلات! ففيما كانت أصوات، ونظريات، وصحف، وقنوات السماسرة العرب تتحدّث عن تعطّل عاصفة الحزم، أدرك غيرهم من الحاقدين أن لوحة المجد العربي الحديث بدأت ترتسم على جباه الأجيال الطالعة، ومن ثمّ كان لابدّ من تشويهها، أو على الأقل صرف الأنظار عنها! وبعبارةٍ أوضح أقول: إنه فيما كان من منظّري اليأس العربي يبدأون حملتهم، مستدلّين بتأخّر الحسم في اليمن، أدرك آباؤهم أنّ النصر تحقق بالفعل، ولم يتعطّل، وأن هناك إرادةً عربيةً جديدةً تحققت، وأينعت، وجسّدت الدفاع عن حق الأمة في العيش بكرامة وعزة على أرضها. لقد أدرك آباؤهم أن الفارس العربي عندما هبَّ للدفاع عن أرض اليمن كان موقناً أن الأمر قبل أن يكون كذلك، إنما هو دفاع عن كل أرض عربية،وأنه حين ثار وقرر وحسم وحزم الدفاع عن كرامة اليمن إنما كان يذود عن الكرامة العربية التي أهدرت من زمن ! لقد أدرك هؤلاء استحالة أن يستمر حال الأمة على ما هو عليه بعضها الآن.. كلٌّ يجرُّ عربته في الاتجاه المعاكس. لقد أدركوا أن لدينا جيادًا عربيةً أصيلةً بدأت تلوي أعناقها، وتيمم صوب الأنهار العربية، فتشرب منها، وتصهل من جديد. لقد أيقن هؤلاء أن الشعوب التي أضناها التفرّق، والأمّة التي أنهكها التأوّه والتعب استيقظت، وأدركت بدورها أنها لا يمكن إلاّ أن تكون أمّة العرب! ولأنّ الخبر انتشر.. ولأن هناك فارسًا صدقَ فيما أعلن، وأنذر ونذر من أن الدرع العربي لا يمكن أن يحمي الصدور إذا انقسم أو انشطر، ولأن ذلك كذلك، ولأن أوهام السماسرة قد سقطت، وأحلام الآيات المرضى بالحقد وبالعدوان قد تبددت، ولأن عمليات أو مقايضات بيع الأوطان، وبيع الأرض، وبيع العرض قد انكشفت. لكل ذلك وأكثر منه كان لابدّ من الرد!! يتبنى «داعش» التفجير، ويتولّى السماسرة ترويج الأباطيل، وتبدأ حملات التضليل، وتبقى الحقيقة ناصعة، هذه المرّة وما أكثر مراتهم وحماقاتهم! إنّهم يستهدفون كل الجموع العربية الباحثة، بل المتمسكة، بل الممسكة في الظلمة بدفقة نور! يتعجب البعض من الربط بين داعش وبين هؤلاء، فقل لهم: إنها الشراكة الجديدة، والقاسم المشترك في المهمّة الفاشلة.. مهمّة زرع الفتنة، وبث الرعب من المحيط إلى الخليج.. ووأد الأمل في الوطن البهيج! sherif.kandil@al-madina.com
مشاركة :