نصائح في التربية | حسن أحمد حسن فتيحي

  • 5/28/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أنا أب، وأعترف أن التربية صعبة، فقد وقع بين يدي كتاب أثبت لي كثيرًا ممّا كنت أخطئ فيه في الماضي، وأحب أن أشارككم إيّاه. اسم الكتاب The Incredible Years، والكاتبة باسم Carolyn Webster من نصائحها أن يلعب الآباء مع أبنائهم بصورة معيّنة قد لا تبدو جليّة لجميع الآباء الذين لم يقرأوا هذا الكتاب، فليس على الآباء محاولة تعليم أبنائهم وقت اللعب معهم، فهذا خطأ، فمن الأفضل أن يؤتى الطفل مساحة، فبدلاً من أن تخبره بأن عليك أن تبني بهذه الطريقة، وينتهي الأمر بسلسلة من التعليمات الأبوية والتصحيحات، من الأفضل على حسب دراسات الكاتبة أن يتبع الأب الطفل، وليس العكس. ويضجر الآباء أحيانًا من الإعادة والتكرار، ولكن هذه الطريقة لا يتعلّم بها الأطفال، فهم يتحرّكون ببطء وقت اللعب، فالبطء معهم وقت اللعب أفضل. وليس من المحمود أن يقدّم للطفل ألعابًا متقدّمة عن سنه إذا وجد الطفل فيها الصعوبة، فان ذلك يسبب الإحباط. وعند اللعب بلعبة مثل الشطرنج مثلاً، والتي تمضي حسب نظام معين فمن الحكمة أن تدع الطفل يغيّر نظام اللعبة متى شاء، الهدف هو إعطاء الطفل المساحة ليتصرّف باستقلال، وإعطاؤه الفرصة ليسيطر على الوضع، والإحسان في استعمال القوة المسداة إليه، وليس عيبًَا التشجيع المتواصل والإطراء الحقيقي. أمّا استعمال الوصف عندما يقوم الطفل بأعمال بنّاءة، فهذا يحث على استعمال اللغة استعمالاً صحيحًا، وقد وجدت الدراسات أن أولئك الذين لعب ذووهم معهم يعانون من اضطرابات أقل في الكبر. حاول أن تصطاد لحظات إحسان الطفل لتطريه، ولا تنتظر حتى يتقن العمل، إذ إن الإتقان يأتي ببطء، ويساعد الحركة إليه الثناء، كما يعتاد الأطفال المثنى عليهم الثناء، ويمدحون سواهم، ويكسبون بذلك الصداقات التي تساعدهم على التغلب على مصاعب الحياة في الكبر. من الأفضل أن لا يكون الثناء عامًّا، بل يختص ببعض ما يقوم الطفل به، ويجب أن لا يفصل الثناء عن العمل بفترة طويلة -كما تحدد الكاتبة- دقيقة أو أقل من السرعة في تلقي الثناء بعد العمل منصوح بها، وعند إساءة الطفل مِن الأفضل من التأنيب أن تبدي التفهم في أسباب الإساءة. وأعترف أني كنت أجهل كثيرًا من هذا، وأرى أن على المدارس والجامعات اعتماد مناهج لتعليم التربية الحديثة وأسسها؛ كي لا يقع الآباء شراك الخطأ.

مشاركة :