التعاون العسكري السعودي الباكستاني | سامي سعيد حبيب

  • 5/30/2015
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

السمات المشتركة بين السعودية وباكستان المسلمة كثيرة ، وعلى رأسها أن كلتا الدولتين قد نشأتا في ظروف تاريخية مضطربة غيرت خارطة العالم آنذاك ،وتبنت كل منهما النهج الإسلامي الوسطي القائم على القرآن والسنة دستوراً ، فما المستغرب أن يكون بينهما تعاون أوحتى حلف عسكري ضمن إطار التقارب الفكري والعملي بينهما على مدى عقود زمنية متطاولة ؟! ، ويكاد يجزم المتابع للتطور المستمر للتعاون السعودي الباكستاني أن للسعودية دوراً غير معلن في تطوير السلاح النووي الباكستاني يتخطى مجرد التمويل إلى نوع من الشراكة الإستراتيجية ، ذلك السلاح الذي يحلو للغرب أن يطلق عليه مسمى القنبلة النووية الإسلامية دون أن ينصف في النسبة فيسمى بالمثل ما تملكه الدول الغربية وإسرائيل وروسيا والهند والصين من ترسانات الأسلحة النووية بالسلاح النووي المسيحي والسلاح النووي اليهودي و السلاح النووي الكنفشيوسي البوذي ( الصين ) أوالسلاح النووي الهندوسي ، فبأى حق يمكن للعالمين الغربي والشرقي امتلاك السلاح النووي ويحرم منه عالمنا الإسلامي كسلاح ردع أكثر مما هو سلاح تهديد. تبرر الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا تلك الازدواجية البغيضة بذريعة ما تسميه بالرشد الديمقراطي لدول أعضاء النادي النووي العالمي الذي يملك أعضاؤه سلاح الدمار الشامل الحقيقي القنبلة الذرية ، كيف وأمريكا قد استخدمت السلاح النووي ضد اليابان في هيروشيما ونجازاكي في 6 و 9 أغسطس 1945 م دون مبرر عسكري كما يرى الكثير من المؤرخين الأمريكيين ، وحدث ولا حرج عن ذلك الرشد الديمقراطي المزعوم الذي شاهد العالم نقيضه في الحروب الغربية فيما بعد الحرب العالمية الثانية ، ومعظمها ضد دول ضعيفة لا تشكل ندية حقيقية لدول العالم المتقدم تقنياً. تستفيد دول العالم من بعضها البعض في الحصول على التقنيات العسكرية والأنظمة العسكرية المتطورة دون أي حرج ،من ذلك تصريحات إيران الصفوية عن الانتهاء من مفاوضاتها مع روسيا بالنسبة للحصول على نظام إس -300 الروسي المضاد للصواريخ الباليستية ، وأصبح تركيب النظام مسألة وقت ولوجستيات. إن في تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين قيادات البلدين المسلمين السعودية وباكستان منذ بداية عهد الملك سلمان لمؤشرات على تأكيد تعميق المسار التعاوني التاريخي السعودي-الباكستاني لما فيه مصلحة البلدين العملاقين بل وصالح العالم الإسلامي ككل ، الأمر الذي لم يرق لكثير من المتربصين ، من ذلك ما نشر من تعليقات من قبل كثير من دور الدراسات الاستراتيجية الأمريكية كمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الإستراتيجية وعدد من الصحف ووكالات الأنباء من مقالات وتحليلات سياسية الكثير منها غير متزنة عن زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز للباكستان الأسبوع الماضي . وما ذاك بالمستغرب بين دولتين مسلمتين بينهما قواسم مشتركة كبرى . ومن المحتمل أن المحادثات قد شملت من بين ما شملت التعاون بين الطرفين في كافة المجالات . عالمنا المعاصر كثير الازدواجيات ، ولا يربح فيه إلا من سار على نهج الشاعر : وما نيل المطالب بالتمني .... و لكن تؤخذ الدنيا غلابا.

مشاركة :