الأهمية الاستراتيجية للتحالف الإسلامي العسكري | سامي سعيد حبيب

  • 2/20/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المشهد السياسي - العسكري القائم حاليًا في منطقتنا العربية الإسلامية خطير جدًا، بل أصبحت المنطقة بحق على شفا هاوية التقسيم إلى دويلات متقاتلة ومتناحرة، كما هو حاصل بالفعل في العراق وسوريا، وهذا التشخيص عن المنطقة ليس جديدًا، ولم يزل مطروحًا منذ أن «بشّرت» به كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وعندها قال البعض من بني جلدتنا أنه من قبيل نظرية المؤامرة. أما الآن فقد أصبحت له خطوات عملية مكشوفة تخطوها المنطقة نحو هاوية الضياع، لا ينكرها إلا من عميت بصيرته، فقد تمزّق العراق، وأصبحت سوريا التي جاء دورها ثانيًا تتجاذبها قوى داخلية وإقليمية ودولية بعضها تحت شعارات الصليبيين، وليبيا واليمن ليستا عنهما ببعيد، وقد يأتي الدور على بلدانٍ عربيةٍ أخرى، والعرب ليس بينهم معاهدات دفاع مشترك. فليس لها من دون الله كاشفة. ثم يبقى الأمل الوحيد في أن يُقيِّض الله في هذه الظلمة الحالكة قيادة عربية إسلامية فاعلة تسترد للأمة بعضًا من مكانتها وهيبتها، وأحسب أنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، رجل المرحلة. ما يُسمَّى بالمجتمع الدولي أو كلٌ من موسكو وواشنطن في هذه الحالة، قد اتفقتا على تبادل الأدوار في تنفيذ المخطط الإجرامي المشار إليه من خلال ضرب المقاومة السورية المناوئة لنظام الأسد بعد أن هزمته المقاومة أو كادت، وتعمّد قتل الألوف المُؤلَّفة من المدنيين من سنّة الشام وتهجيرهم قسرًا خارج البلاد حمايةً لنظام الأسد النصيري وضمانًا لأمن إسرائيل الصهيونية، وتنفيسًا لأحقاد تاريخية صليبية، وكذلك اتفقتا على الاصطفاف الاستراتيجي مع المكوّن الشيعي في المنطقة ضد المكوّن السّني. فكلاهما يتدخَّل في سوريا عسكريًا من منطلقات محاربة الإرهاب ممثلًا في «داعش»، لاسيما القوات الروسية التي دخلت البلاد بشكلٍ سافر، واحتلّت أجزاءً منها باسم الحرب على داعش، لكنها تُوجِّه أسلحتها التدميرية الفتاكة عن سابق عمد وإصرار إلى المدنيين السوريين العُزّل، كما وتستهدف كل الفصائل المقاتلة المناوئة للنظام الحاكم المجرم خصوصًا في منطقة حلب، فهم يحاربون كل شيء و كلّ أحد إلا داعش ذاتها. القيادة السعودية الرشيدة وهي تدرك كل ذلك، وما هو أبعد، تعمل في صمت، إعدادًا للتدخل في تصحيح المسار من منطلقات الحفاظ على الهوية الإسلامية للمنطقة، فكان من بين إنجازاتها تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، والذي يضم في عضويته أكثر من 34 دولة عربية وإسلامية، والذي يُعِدُّ حاليًا لمناورات عسكرية غير مسبوقة الحجم في المنطقة في حفر الباطن بشمال المملكة يقال إنها ستشتمل على 350 ألف مقاتل و20,000 دبابة ومركبة مقاتلة... الخ، كما أن التحالف سيعقد مؤتمره الأول في الرياض في غضون أيام، حيث مركز قيادة التحالف الذي سيتدارس استراتيجيات محاربة الإرهاب.. وقديمًا قال الشاعر: متى تجمع القلب الذكي وصارمًا وأنفًا حميًا تجتنبك المظالم!!

مشاركة :