يعيش المجتمع السعودي منذ طرح الأفكار الاقتصادية غير المألوفة لديه عبر برنامج الثامنة الذي استضاف وزيري المالية والخدمة المدنية ووكيل وزارة التخطيط ‘ يعيش نوعاً من الحيرة والتشتت ، إذ أن الغالبية العظمى من المواطنين قرأت تلك المتغيرات التي لا عهد لهم بها على أنها محاولة فرض نموذج اقتصادي مغاير لما اعتاده المواطن ، ورأى الموظف البسيط فيه مستجدات قد تجر عليه المتاعب المالية ..فما جاء في اللقاء كان وقعه سلبياً جداً على السواد الأعظم من المواطنين . لقد أغفل سعادة وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط الذي صُدِم الجميع بتصريحاته التي تتنبأ بإفلاس المملكة في غضون سنتين أو ثلاث لو لم تتم تلك الخطوات التقشفية، أغفل أن بلادنا ولله الحمد تحوي أرضها المباركة كنوزاً من الثروات الطبيعية المتنوعة يمكن أن تكفيها لحقب زمنية ممتدة .. كما تحظى المملكة العربية السعودية بفضل الله تعالى ثم بفضل سياسات التعليم والتدريب الذي أولته الحكومة الرشيدة على مدى عقود طويلة ودعم من جميع ملوكها المتتالين منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله و حتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله بوجود مِلاك فني وتقني سعودي كبير في تعداده متنوع في تخصصاته متميز في أدائه يستطيع بفضل الله أن يشكل نواة لتوفير كتلة طاقة بشرية فالخبرات الوطنية قادرة على المنافسة العالمية في شتى الصناعات. بدائل تجديد شباب الاقتصاد السعودي متعددة لكن ليس من بينها عصى سحرية تصلح الحال في غمضة عين و انتباهتها ، بعض الحلول قد تستغرق ما بين 5 – 10 سنوات ( كما هو مبين في رؤية 20 - 30 ) أحد تلك الطروحات التطبيقية قلب طريقة الاستفادة من الثروة البترول التي وهبنا الله إياها فالمملكة العربية السعودية تقوم حالياً ببيع 90% من إنتاجها اليومي من النفط على شكل بترول خام بالسوق العالمية وتقوم بتصنيع 10% منه في إنتاج منتجات تحويلية. فإذا ما أخذ بعين الاعتبار بأن ريع المنتجات التحويلية تعادل أربعة أو خمسة أضعاف ثمنه كخام ، لاستبان لنا أحد أهم سبل التكييف الفعالة مع المستجدات بنجاح ، كما أن اتخاذ قرار استراتيجي كهذا سيولد مئات الألوف من الوظائف الفنية النوعية وذلك مطلب في حد ذاته. لو أخذنا بعين الاعتبار أن المملكة تتمتع أيضاً ببنية تحتية صالحة لإنشاء الصناعات التحويلية في عدد من المدن الصناعية من بينها مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله بشمال جدة. كما أن الظرف الدولي مقبل على تصنيع التقنيات التحويلية Emerging Technology ومن أهمها تقنيات النانو Nano Technology . و التي قد تشكل ثورة صناعية وشيكة. إن البنك الدولي و صندوق النقد الدولي التابعين للأمم المتحدة يتبنيان على المدى البعيد فرض سياسات العولمة والعملة العالمية الموحدة التي يقال إنها ستكون إلكترونية تمهيداً لفرض حكومة عالمية موحدة ؟!. ويريد أن يستجرنا إلى المديونية العالمية كدولة وكمواطنين ويقودنا للإفلاس بتبني النموذج الاستهلاكي الرأسمالي الذي ثبت فشله وليسهل عليه تنفيذ مخططاته. بينما تمتلك المملكة مقومات نهضة صناعية اقتصادية باهرة مدعمة بالطاقات البشرية الممتازة وبوجود المادة الخام وبالبنية التحتية التصنيعية ، وقبل كل ذلك وبعده بالإخلاص للبلد وولاة الأمر.
مشاركة :