«طموح وحماس بلا رؤية» - سهام عبدالله الشارخ

  • 6/3/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هل يكفي الطموح والرغبة عند الشخص- امرأة كانت أو رجلا- في الوصول إلى موقع ما في العمل إذا لم تكن لديه الرؤية الواضحة لما يريد تحقيقه والإمكانات المطلوبة؟ لا شك أن طموح الإنسان يدفعه ويحفزه ليتحرك نحو غايته بإصرار ولكن بدون رؤية وأهداف واضحة فإنه لن ينجح على المدى البعيد ولا حتى القصير لاسيما إذا وصل إلى المكان الذي يريده مستغلا الظروف. لا يستطيع الشخص أن يحتفظ بموقعه ويقنع الآخرين بأحقيته في هذا المكان بدون وجود تصور وخطة مستقبلية ينخرط فيها جميع من يعمل معه، ويكون على استعداد لسماع الآراء والاقتراحات والانتقادات بل ويشجع عليها. الطموح في العمل والتنافس على اعتلاء المناصب يختلف عن الرؤية سواء في المحدودية والفردية والتجليات، فليس كل من عنده طموح إلى ارتقاء الدرجات العالية بسرعة والسعي لاستغلال الفرص يعني أن لديه الإمكانات لذلك، والملاحظ أن تركيز بعض الأشخاص على التقدم يجعلهم يحجمون عن العمل ويسعون للتحرر من مسؤولياتهم عندما لا تتحقق لهم فرص الترقي، بل إنهم أحيانا يفسدون جو العمل بالتحريض والمؤامرات والإشاعات التي تؤثر في معنويات الموظفين والموظفات وإنتاجيتهم، لذلك فإن تسهيل وصول مثل هؤلاء الأشخاص الطامحين إلى مواقع قيادية في العمل تعني أمرا خطيرا هو وضع الأشخاص الخطأ في الأماكن المهمة! والسؤال هنا ما مسؤولية الشخص المخول بالاختيار في وضع الشخص غير المناسب؟ ما الذي يجعل المسؤول يتسرع في اختيار الشخص الخطأ؟ هناك جملة من الأسباب منها سبب يتعلق بصفة الحماس ذاتها التي يظهرها الشخص وقدرته على تسويق نفسه، والهالة التي يكونها حولها والتي قد تبهر المسؤول أو تخدعه وتجعله يغض الطرف عن السلبيات على اعتبار أنها ليست بالأهمية رغم أنها مؤثرة، خصوصا إذا كان وضع المسؤول يستدعي سرعة الاختيار، أو بسبب أن بعض الصفات المهمة والمطلوبة بالقائد كالاستقامة والأمانة يصعب الاستدلال والحكم عليها، لذلك فإن التقييم غير المتوازن والموضوعي وراء تعثر أو معاناة كثير من الإدارات. عملية الاختيار للوظائف القيادية يجب أن تكون جهدا جماعيا مقننا لا يخضع للمزاج ولا للعلاقات، ولا لضغط الوقت والحالة، ولا للمجاملة ولا لتصفية الحساب مع أحد، ولا لفكرة أن هذا هو أفضل المتاح، فعواقب الاستعجال وخيمة على المدى البعيد خصوصا في المجالات الحساسة كالتعليم مثلا، وبدون التقييمات الشاملة والموضوعية عند الاختيار ستظل معظم الإدارات الرجالية والنسائية تعاني من مشكلات وسيبقى هؤلاء المتسلقون والمتسلقات يجدون طريقهم الصاعد إلى الدرجات العليا، في الوقت الذي يستبعد أشخاص لمجرد أنهم لا يظهرون ذلك الحماس والطموح والحضور رغم إمكاناتهم الأفضل.

مشاركة :