حماس الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على الفساد في الفيفا، غير مفهوم، أو على الأقل يبطن بعض الأسرار، فالمعروف أن أمريكا ليست من قيادات كرة القدم العالمية، بل لديها البديل «كرة القدم الأمريكية»، التي تختلف تمامًا عن الكرة العالمية، وليست لها بطولات عالمية، سوى البطولات المحلية، يليها في الشعبية كرة السلة، لذلك كيف نُفسِّر السعي الأمريكي الحثيث لتنظيف الفيفا. لم يستطع الرئيس فلاديمير بوتين، إخفاء قلقه، من حملة المداهمة لكبار التنفيذيين في الفيفا، واعتقال ستة منهم، في أواخر مايو الماضي، من داخل غرفهم الفندقية الفاخرة، لذلك أعلن في تصريحات صحفية مؤخرًا، عن هذا القلق بقوله: (إن الولايات المتحدة تستهدف بهذه الفوضى إلغاء كأس العالم 2018، المزمع إقامته في روسيا)، والمقصود بالطبع أنه إذا ثبت تورط مسؤولي الفيفا في رشاوى وفساد، وابتزاز، وغسيل، سوف ينفي الأهلية عنهم، ممّا يجعل قرارهم السابق باستضافة روسيا للمونديال، عام 2018 أمرًا غير مثبّت، وغير نهائي، وغير محسوم. قلق بوتين في محله، والأمر قد يتعدّى استضافة المونديال، إلى تهديد الفيفا نفسها، فقد تنهار اللجنة العليا التنفيذية الحالية كلها، بل قد تنهار الفيفا، ويُعاد تشكيلها في مكانٍ آخر، وفي ظروفٍ أخرى، وتحت قوانين والتزامات وضوابط جديدة. الاتهامات تشمل 150 مليون دولار رشاوي، خلال 24 سنة، يعني ربع قرن، وطالما قد فُتح التحقيق، فلن يُغلق، لأن هذه الملايين ستجر ملايين غيرها، وسوف يطال التحقيق عشرات، بل مئات الأشخاص، ممّا يعني اتساع درجة الزلزال، لتخسف بالجميع. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول الأسطورة ألبرت آنشتاين: لن يحدث شيء طالما ليست هناك حركة، ويقول بيتر دراكر أب الإدارة الحديثة: أصعب شيء تقوم به، هو محاولة الحفاظ على الجثة من التعفن.
مشاركة :