مهما حاولنا تفسير ظاهرة داعش، يظل يحمل معه، وفي طياته، الكثير من الألغاز الغامضة، وأمامنا ثلاث حقائق: الأولى أنهم مجموعة موجودة، وتعمل بقناعة، وبفكر مستقل، بغض النظر عن اتّهامها بالعمالة للمخابرات الأجنبية، والأمر الثاني، أن ضحاياهم من القتلى، حقيقة، وليست أفلامًا مفبركةً، ذهبوا إلى غير عودة، لإشاعة الكراهية، وبيان صلابة فكرهم المنحرف، والحقيقة الثالثة، أنها جماعة تنمو وينضم إليها يوميًّا شباب طحنتهم الأحداث. أشعلت ماري هارف، نائب المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، وسائل التواصل الاجتماعي بعد تصريح لها، قالت فيه: إن الولايات المتحدة لا تستطيع إلحاق الهزيمة بتنظيم (الدولة الإسلامية)، المعروف باسم داعش، من خلال قتل عناصره، بل يجب تأمين الوظائف لهم؛ لأنهم فقراء، وقد أثارت تصريحاتها، النشطاء على تويتر، حيث أنشأ المغردون وسم #فرصة_عمل_للإرهابيين، تبادلوا من خلاله تعليقات ساخرة حول اقتراح ماري هارف. وكانت المسؤولة الأمريكية قد اعتبرت أهمية الجمع بين القوة العسكرية، والبحث عن الأسباب التي تدفع بعض الشباب للانضمام إلى صفوف داعش، حتى، وبعد تعرضها لسيل من الانتقادات، عادت لتؤكد على تصريحاتها، وردّت على منتقديها قائلة إنها دقيقة جدًّا، مضيفة إنها كانت تتحدّث عن اتباع نهج شامل لمكافحة التطرّف. ينشأ اللغز من صعوبة الفهم، وكلام مسؤولة الخارجية الأمريكية أعلاه، بالتريث في القضاء على داعش، إلى حين توفير فرص عمل لهم غريب، والأغرب اعتراض الروس على التدخل العسكري ضد داعش في مجلس الأمن، والاكتفاء بالعقوبات الاقتصادية، ممّا يدل أن القوى العظمى تتنصر لمواقفها، لتزيد لغز الجماعات المتطرّفة غموضًا. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول المفكر روبرت وايت: الصلابة في الفكر تفوق الصلابة في الجسد أربع مرات. ومن الواضح أن داعش استفادت من كلمته، وتفوقت في صلابة فكرهم المنحرف على المنطق العالمي.