بقلم: الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة وإنك لعلى خلق عظيم عذراً، سيدي يا رسول الله.. مهما أسهبتُ في تعداد مزاياك لن أبلغ ما وصفك به ربك بقوله: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ. أيروم مخلوقٌ ثناءك بعدما أثنى على أخلاقك الخَلاقُ؟! وقد علم، ان كل شعبة من أخلاقك موصوفة بالعظمة، فالمعنى تفصيلاً، فأنت صلى الله عليك.. في الصدق عظيم.. وفي الوفاء عظيم.. وفي العلم عظيم.. وفي الحلم عظيم.. وفي السمو عظيم.. وفي الرقي عظيم.. وفي السلوك عظيم.. وفي الصفاء عظيم.. وفي البساطة عظيم.. وأنت في كل ما يحقق العبودية لله رب العالمين عظيم!!. وهذا هو وجه الاعجاز.. قد يكون الرجل عظيماً في واحدة من شعب الأخلاق، أما ان يكون عظيماً في جميع أنواع شعب الأخلاق، شعبةً شعبة، وصفة صفة، فهذا هو المستحيل. ولم يكن إلا لك يا سيدي يا رسول الله. تفرَّقنا وفرَّطنا فتطاولوا.. عذراً، سيدي يا رسول الله.. لم يكن تطاول هؤلاء على شخصك الكريم إلا بسبب تفرقنا وعدم تمسكنا بكتاب الله وسنتك، فهما السبب في هذا التطاول الموجه لشخصك الكريم.. وصدق الله إذ يقول: وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ الانفال: 46. عَلمِوا عظيم حبنا لك عذراً، سيدي يا رسول الله.. لقد أرادوا بما اقترفت أيديهم القضاء على حضارتنا الإسلامية لأنهم يعلمون مدى تعلقنا بك يا سيدي يا رسول الله r، ولأنهم يعلمون أنك أحب إلينا من أنفسنا وأولادنا وأموالنا. الله تعالى يعيد للأمة عزتها (بإذن الله) عذراً، سيدي يا رسول الله. لقد تعمدوا الإساءة والتشويه، ولكن لعل الله يهيء هذه الأمة إلى ان تنهض من سباتها ويعيد إليها عزتها وكرامتها، إنه على كل شيء قدير.. عاقبهم الله بعكس ما أرادوا سيدي يا رسول الله.. بإساءة المعتدين على شخصك الكريم، زادوك في قلوب الأمة شموخاً من حيث لم يحتسبوا، وبتطاولهم المشين وحَّدوا أمتك على ما جمع قلوبهم من محبتك، وبسوء صنيعهم أحيوا سنة المحبين في اتباعك ونصرتك.. وإذا أراد الله نشر فضيلةٍ طُويتْ أتاح لها لسانَ حسودِ لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورتْ ما كان يُعرف طيبُ مسكِ العودِ نفديك يا رسول الله والذي بعثك بالحق يا رسول الله.. ستفديك الأمة أفراداً وجماعات، وستقدم الغالي والرخيص، وتبذل النفس والنفيس، فداء لك، ودفاعاً عنك.. فصلوات ربي وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله.. ختاماً.. حقاً علينا الاعتذار في الختام.. كان حقاً علينا الاعتذار لمقامك الكريم، حيث إننا نعيش في زمن التداعي!!! عذرا رسولَ الله إن قصرتُ في وصف فإن جمالكم لن يوصفا جاءت قديماً نفحةٌ من نوركم قد جمَّل الرحمن منها يوسفا والله لو قَلَمٌ الزمان من البداية للنهاية ظلَّ يكتبُ ما اكتفى والله لو جدَّ العباقرُ كلُّهمْ في وصف أخلاقٍ له لن تعرفا عذراً رسول الله، إنا في زمن التداعي!! قال تعالى: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ التوبة: 128 129. وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً الاحزاب: 56. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مشاركة :