استيقظ العالم خلال الأيام والأسابيع الماضية على فضائح متتالية بشأن تجسس الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في وكالة الأمن القومي الأمريكية المعروفة اختصاراً بـ NSA على جميع الاتصالات الإلكترونية من مكالمات تلفونية و رسائل قصيرة و صور و محادثات التواصل الاجتماعي و معلومات علمية أو اقتصادية هامة كمثل المعلومات البنكية الخاصة بمواطنيها و مواطني بقية دول العالم ، وعلى قيادات الدول الحساسة من عسكرية وأمنية واقتصادية و شؤون داخلية أو سياسات خارجية لجميع دول العالم بما في ذلك دول حليفة كمثل فرنسا وألمانيا و أسبانيا وسواها من الدول التي تعتبرها الولايات المتحدة حلفاء إستراتيجيين ، و تقوم تلك الوكالة الأمريكية بالتجسس من خلال محطات التنصت الإلكتروني التابعة لها والمبثوثة في العديد من المحطات في دول ومواقع كثيرة في العالم ومن خلال أخذ نسخ من جميع الاتصالات لأهم المواقع على الانترنت كمثل قوقل و ياهو. و هذا يعني الكثير لكل شخص في العالم يستفيد من تقنيات التواصل الحديثة من الهواتف الجوالة أو البرامج الشهيرة كمثل واتس أب أو سكايب ... الخ وأن كل تلك المكالمات و ذلك التواصل تحتفظ الولايات المتحدة بنسخة منه بحجة محاربة الإرهاب ، حتى عندما يتصل أحدنا بزوجته متمنياً عليها أن تطبخ له هذا اليوم أكلته المفضلة فإن نسخة من هذا الطلب العادي جداً ستكون متوفرة للبيت الأبيض في نفس الوقت. وهذا مما لا شك فيه يفقد الولايات المتحدة الكثير من ما تبقى من مصداقية أخلاقية ، كما يدعو بقية الشعوب للمطالبة بوضع ضوابط عالمية صارمة لجمع البيانات الإلكترونية عن القادة و المؤسسات كما على عامة المواطنين. في هذا الصدد تقدمت 21 دولة من أصل 35 تجسست الوكالة الأمريكية عليها بشكاوى للأمم المتحدة بسبب التجسس الأمريكي على قياداتها وعلى مواطنيها العاديين مطالبة المنظمة العالمية بإصدار قرار ضد تجسس الولايات المتحدة على بقية دول العالم. و يعلل السيد «كسينج» مدير معهد الصين للدراسات الدولية تنصت أمريكا على الاتحاد الأوربي بمضي مشروع الوحدة الأوربية قدماً و تحوله مع الوقت إلى قطب قوى عالمي تخطى حالياً الدور الأمريكي عالمياً على الأقل من الناحية الاقتصادية. و أضاف إن نظرة أمريكا لذاتها بالغرور المعهود على أنها الدولة العظمى المتفردة يخولها «سرقة» معلومات الدول الأخرى. و كشف عن أن الولايات المتحدة قد طلبت عام 2011 م من حليفتها اليابان السماح لها الاتصال بكابلات الألياف البصرية الناقلة للمعلومات لجارتها الصين وعدد من دول الشرق الأقصى. ومما لا شك فيه فإن أمن المعلومات الإلكترونية يشكل لجميع دول العالم جزءاً لا يتجزأ من سيادة الدول على أراضيها و مقدراتها و أمنها وسلامة مواطنيها واستقلالية قراراتها وازدهار اقتصادها. و مما لاشك فيه أن الولايات المتحدة تتجسس على جميع الدول العربية لصالح إسرائيل وربما أيضاً لصالح إيران بعد أن انكشفت العلاقات الإستراتيجية بين الطرفين. أحد الحلول المقترحة هو ما نادت به كل من روسيا و الصين اللتين تقدمتا بمسودة خطة للأمم المتحدة في محاولة لاستقطاب دعم دولي شامل لوضع تصور أمني معلوماتي عالمي جديد ملزم للجميع ضمن إطار الأمم المتحدة. ومن حسن الطالع في هذا الصدد أن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ومستشار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومبعوثه الخاص صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز من المهتمين جداً بأمن المعلومات منذ أن كان رئيساً للاستخبارات العامة ، وأنه قد أسس كرسياً علمياً بجامعة الملك سعود لدراسات أمن المعلومات ، وأن وزارة الداخلية بها مركز وطني لأمن المعلومات. و يمكن لكل هذه المعطيات أن تتضافر إضافة الى الانضمام إلى المجهودات العالمية لتوفير المزيد من الأمن المعلوماتي للمملكة قيادة ومواطنين. ( فالله خيرُ حافظاً وهو أرحم الراحمين ). للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :