نورهان البطريق تكتب: ماذا يعني لنا رمضان هذا العام؟

  • 4/25/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كان قدومك  هذا  العام  مختلفًا عن الأعوام السابقة،  فقد انتظارنا  مجيئك هذا العام بفارغ  الصبر، لنعتذر  كثيرًا ، وندعو  الله أكثر  ليرفع  عنا  البلاء والوباء، نعترف أننا  كنا أحيانًا كثيرة  نتطاول،  وأحيانا  أخرى كنا  نخطىء  باستخدام  كلمات غير  لائقة، ولكن  عزاءنا  الوحيد  أنه  كان  نابعًا  عن  جهلنا وسوء فهمنا ، فكلما  كانت تضيق صدورنا، أخذت  ألسنتنا  تنطلق بكلمات تنم  على  السخط  والغضب، والدليل على عدم  استيعابنا لما كنا نردده ، أننا  كنا سرعان ما ننسى ما قلناه  بعد أن نهدأ.كانت  هذه  الأيام  كفيلة  لكي  تعلمنا  أن  اليوم  الذي كان يمر عاديًا كان   نعمة كبيرة يستحق منا الشكر، وأن  الذهاب للعمل- الذي  كنا  نتذمر منه يوميًا -بات دعوة  كل رب  أسرة  يحلم  بأن  يعود  إلى  حياته  العملية، وأن  الالتفاف  حول  العائلة وتحديد  موعد  لقاء  الأصدقاء  الذي  كنا  تختاره  وفق  أهوائنا  صار اليوم  رغبة مٌلحة،  ولكننا مع الأسف  نعجز اليوم  عن  تحقيقها.أدركنا  أن  الذهاب  إلى  المدارس  كل يوم  ،والازدحام  الذي  كنا  لا نكترث  له  في  أماكن  التنزه  ،والتكدس الذي  كنا  لا نعبأ  لأمره في  الأسواق  من النعم  التي  لاتعد  ولا تحصى.أيقنا أن  لغة  الجسد  التي  كنا  نتحاشى  القيام  بها في  أوقات  الخصام  والخلاف- وذلك لضمان  وجودها  الدائم - لهي  من  أعظم  النعم  التي  منحها  الله  إلينا  .فكم  هو  مؤلم  الآن  أن  تقترب  لتبادر  بالسلام  أو  تسارع لتعانق  أحدهم  ثم سرعان  ما تبتعد  عنه  حتى  لا تسبب له  الضرر  ،وتجلب  لنفسك  الأذى .نعتذر  عن  سوء  أدبنا وتقصيرنا  وما  اقترفناه  من  أخطاء  سواء كان سهوًا  أو عمدًا  ، فقد  أتيناك  يالله نادمين ،فلا  تردنا  خائبين  ، فقد  انتابنا  الشعور  بالخوف  والقلق خلال  الشهور  الماضية  ، و افتقدنا  كثيرًا  نعمة  الأمان  ، فانعم  علينا يالله بالسكينة ، و اغمر علينا بالطمأنينة،فإنك القادر  الذي لا يعجزه شيء.

مشاركة :