نورهان البطريق تكتب: ماذا تريدين؟!‎

  • 2/15/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

علاقة مريحة، لا يملي عليّ التزامات، ولا يصب عليّ ِّ تعليمات، يجعلنى أتصرف بحرية ، ألا يحاول أن يقتل الطفلة التى بداخلي، بل يجعلنى أترك العنان لخيالي،فأتحدث بتلقائية،و أتصرف بعفوية، ألا يضع حدودا ،بل يقطع المسافات سريعا كلما أحس أنى أقترب للعزلة، أن يتقبل منى كافة تصرفاتى وجميع أفعالي دون نقد أو تجريح،ألا يحاول فلترة طباعي ، ولاتفنيد صفاتي ،بل يتقبلنى كما انا ،ولا يسعي إلي تغييري، إنما يهيئ نفسه لاستيعابي ، ألا يعطينى إحساسا بالنفور كلما صدر مني أمرا غير مرغوب من جانبه ،ولكنه بالتأكيد محبب بالنسبة لي ،لذا عليه احترامه. أن يبعث لي إحساسا يجعلنى افضي مابداخلي دون أن أخاف من عواقب الأمور، أن يرسل لي أمانا يسعفنى به في أضعف حالاتي،أن أستمد من ملامح وجهه اطمئنانا يجعلنى أتناول طعامي كما لو كنت في بيتى دون تزويق أو تجميل، أن تصدر منه افعالا تجعلنى من شأنها ألا ألقي بالا لكلمة تفوهت بها دون قصد ،أو جملة انطلقت دون ترتيب، بل يتركنى و شأني، وكذلك عندما يأتى دوري بالكلام ،فليتحلي بالصبر لأننى سأتلعثم كثيرا ،و سأتحدث عن أمور لاجدوي لها سوي أنني اتحاشي النظر بها عنه حتى لا ينكشف أمر خجلي وارتباكِ.أريد علاقة لايرتدي أيا منا فيها الأقنعة، ولا نلجأ فيها إلي الأعذار الواهية، إنما نفسح المجال لشخصياتنا الحقيقة لتتعارك ونتخاصم دون أن نقلق بشأن الخلاف لأن كلانا علي يقين من نقطة التلاقي التى سنتقابل عندها ، فلتظهر العشوائية والفوضى التى بداخلنا، لنختبر احتمالنا، فلنظهر ما لا نطيقه حتى لا يتفاجيء به أحدنا ، علينا أن نتعرض لمِحن الغياب والفراق ، دون أن يرف لنا رمش لأننا نعي أننا قادران علي اجتيازها سويا، أن تكون مسؤليتنا علي قدر متساو ، فلا يشد طرف بينما يحاول الآخر أن يرخي . لا أريد لغزا ولا استفهاما بل أريد شرحا وتفسيرا، لا أرغب في طلاسم ولا أمور مبهمة بقدر ما أرغب في إجابات شافية تريح القلب والعقل. لا أميل إلي الاخفاء بقدر ما أميل إلي المصارحة، وكذلك لا أميل إلي التخبط بقدر ما أميل إلي التعقل ،لا أريد ورودا وأشعار غزل ،بل أريد حضور طاغي في مواقف تنهش من قواي فلا أجد سواك لأستمد من عزيمته حتي يعود إليِّ اتزاني مرة أخري ، أريد شخصا يواجه معي الحياة ،لست لأنني ضعيفة ولكن ليفتت معي مصاعبها ويهشم متاعبها، علّها تنحنى أسرع عندما تراه بجانبي.استطيع أن أركض وحدي ولكني أيضا أتوق إلي مساندته ومتلهفة كذلك لحمايته.لا أريد أن استنفذ طاقتى في إثارة إعجابه، يكفيني أن أري طيف من الانبهار يلمع في عينيه ،فينعكس إلي روحي لتتوهج وإلي قلبي فيخفق .خلاصة القول : انا أريد شريكا وليس رقيبا ، عندما لاينشغل بالي بالزينة ولا أهتم بتنسيق ملابسي و يتنحي عقلي عن فكرة الجلوس بالساعات قبل أن يحين اللقاء ، لأنسق كلماتى و أجملّ عباراتى ، بل اندفع إليه بجنوني وطيشي وقتما أشاء دون أن ينتبانى ذعر من ردة فعله، عندما أستطيع أن أشعر أنني لم اختلف كثيرا في حضرة وجوده، ولم اتبدل حينما يلوح لي بالمغادرة، عندما أستطيع أن أقول بملء فمي ها أنا لم ولن أ تغير من أجل أحد ،و يأتيني الرد قبل أن أنهي كلامي، و ها أنا قد قبلت ،حينها سأدرك أنني حصلت على كل ما أريد

مشاركة :