أكد نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في «ألستوم للنقل» العالميّة جان لوكا أرباتسي اهتمام شركته بمشروع المترو الكويتي، مشيراً إلى أن بناء شبكة المترو يتطلب ما بين 36 و40 شهراً إذا كانت مرفوعة بالكامل (على جسور)، لأنها أسهل، أما إذا كانت في الأنفاق فإنها تحتاج إلى ما بين أربع وست سنوات. وتحدث أرباتسي عن طفرة مشاريع المترو والترام في الشرق الأوسط، والحلول الجديدة التي طرحتها شركته خلال المعرض الدولي للنقل العام (UITP) في ميلانو أخيراً. وهنا اللقاء: ● ما حجم مساهمة منطقة الخليج في مبيعات«ألستوم»؟ - في مترو الرياض نبني ثلاثة خطوط، وفي دبي أنجزنا مشروع الترام، لكن لدينا عقد صيانة لمدة 13 عاماً، وبدأنا للتو تنفيذ مشروع ترام لوسيل في قطر. ونسعى للمنافسة والفوز بمشروع مترو مكة، كما ننظر باهتمام إلى المشاريع المنتظرة للمترو في جدة والمدينة المنورة، بالإضافة إلى الكويت، والخطوط الجديدة للمترو في دبي، والتوسعة المرتقبة للترام في دبي أيضاً، فضلاً عن المشاريع المتوقعة للمترو والترام في أبوظبي. ● هل أنتم مهتمون بمشروع المترو في الكويت؟ - بالتأكيد، نحن مهتمون جداً بكل المشاريع الجديدة التي تظهر، ونقدم لها حلولنا المتقدمة، سواء من حيث التكنولوجيا، والاعتمادية. ● هل زرت الكويت والتقيت المسؤولين هناك؟ - ليس أنا شخصياً، لكن فريقي التقى المسؤولين الكويتيين مرات عدة في الفترة الماضية. ● طرحتم في معرض «UITP» نظام «أتراكتيس»المتكامل لحلول الترام في المدن. هل تسمح أنظمة المشتريات العامة في المنطقة بشراء أنظمة متكاملة من هذا النوع؟ - في ما يتعلق بالأنظمة التقنية، لا شيء في أنظمة المناقصات العامة يمنع شراء أنظمة كاملة مثل«أتراكتيس»وغيره. ونحن نبيع أنظمة كاملة في المنطقة، كما في دبي والرياض وقطر. في دبي كنا الشركة القائدة للكونسورتيوم الذي نفذ مشروع الترام، وفي الرياض نحن جزء من كونسرتيوم تقوده الشركة التي تقود بأعمال الهندسة المدنية نظراً لضخامة هذا الشق من الأعمال، لكن الأمر يعتمد على اختيار العميل. ما نقترحه أن شراء النظام بأكمله من مزوّد واحد خيار أكثر ملاءمة من حيث التكلفة وسرعة التسليم. ● هل بإمكانكم الالتزام بوعدكم تسليم مشروع الترام بأكمله خلال 30 شهراً؟ - فترة الثلاثين شهراً أعلناها مع نظام «أتراكتيس»، لكن الأمر يعتمد على عوامل عديدة منها طبيعة العمليات ومدى الجهوزية لتنفيذها، من حيث البنية التحتية والموافقات الرسمية لتنفيذ الأعمال. فهناك العديد من العوامل الخارجية المتعلقة بكل مدينة نعمل بها، لكن من جهتنا نؤكد أن فترة الثلاثين شهراً يمكننا الالتزام بها. ● لبلد مثل الكويت، كم من الوقت يتطلب إنشاء شبكة ترام من لاشيء؟ - الأمر يعتمد على طول الشبكة، وكم سيكون منها مرفوعاً على الجسور، وكم منها في الأنفاق، ولذلك لا بد من معرفة خصائص الشبكة قبل وضع خطة التسليم. في العادة، تتطلب شبكة المترو ما بين 36 و40 شهراً إذا كانت مرفوعة بالكامل، لأنها أسهل، أما إذا كانت في الأنفاق فإنها تحتاج إلى ما بين أربع وست سنوات. أما شبكات «الترامواي» فتتطلب ما بين 40 و45 شهراً في المتوسط، لكن الأمر يعتمد على طبيعة الأعمال وما إذا كانت الشبكة تتضمن أنفاقاً أو غير ذلك. ● بالنسبة للكويت، تتسم مناطق المواطنين بالتوسع الأفقي حيث تسكن كل عائلة في مبنى صغير من طابقين أو ثلاثة، خلافاً للمدن المكتظة التي تتوسع عامودياً. هل يؤثر ذلك على خيارات الحكومة حين تقرر ما إذا كانت تحتاج إلى المترو أو الترام؟ - الأمر يعتمد على عدد الركاب المتوقع في الساعة أو في اليوم. الترام يبقى الخيار الأفضل للمدن ذات الكثافة القليلة، حيث تكون كثافة الركاب المتوقعة بين 4 آلاف و50 أو 60 ألفاً في الساعة. أما إذا كانت المدينة أكثر كثافة فلا بد من المترو. وبالطبع على كل دولة أن تجد المعادلة الأفضل بين عدد الركاب المتوقع والتكلفة. لا أستطيع أن أعطي أحكاماً مسبقة بالنسبة للكويت، إلا أن العديد من المدن ذات الأبنية الصغيرة التي لا تزيد عن دورين قد يكون الترام هو الخيار الأفضل، لكن القرار في شأن إنشاء المترو يعتمد في كل الأحوال على الكثافة المتوقعة للركاب. ● باعتبار أن«ألستوم» شركة تتميّز بتقنيتها والاعتماديّة العالية، إلى أي حد تتأثرون سلباً بثقافة ترسية المناقصات على أقل الأسعار؟ ألا تصب هذه الثقافة في مصلحة الشركات الصينيّة؟ - مع مرور الوقت نرى أن العملاء لا يهتمون فقط بأقل الأسعار، بل بالتكنولوجيا الأفضل أيضاً. فهناك عمليّة التأهيل التي تجعل جميع الشركات مؤهّلة للمنافسة، ثم هناك شق تقني وشق افتصادي، ولكل منهما وزنه. فقد تكون شركة ما أقل تفضيلاً من حيث السعر، لكنها أفضل من حيث التقنية فتفوز بالمناقصة، إلا أن الامر يعتمد على الوزن المعطى للسعر والوزن المعطى للتقنية. في بعض الأنظمة، يقتصر الجانب التقني على وضع حد أدنى للعلامة المطلوبة، بحيث يتم تأهيل المنافسين الذين يتجاوزونها، وبعد ذلك يفضّون العروض المالية ويفوز صاحب العرض الأقل. نحن ننافس في جميع البلدان، ونعتقد أن المنافسة يجب أن تكون عادلة، ولا بد من أخذ الجوانب التقنية في الاعتبار لمعرفة أي المنتجات أفضل وأكثر قوة. نحن نحترم المنافسة، وهي جيدة للجميع، ونعتقد أنه لكي تتمكن«ألستوم» من الاستمرار في الفوز بالمشاريع لا بد من تحافظ على التفوق التقني والابتكار وتقديم المنتجات الجديدة، وليس فقط التفوق بتقديم أسعار أقل، على الرغم من أهمية هذا الجانب. ● ما المشاريع التي تهتمون بالفوز بها في الأشهر الـ 18 المقبلة في الشرق الأوسط؟ - هناك مشروع مترو مكة، ونحن متقدمون له، ويجري حالياً تقييم العروض. وهناك خط جديد للمترو في القاهرة. وهناك مناقصة متوقعة قريباً لخط جديد للمترو في دبي. كما نعمل مع العراق (للفوز) بمشروع مترو البصرة. ● هل هناك تأخير في مشروع مترو مكة؟ - بصراحة، لا أعتقد أن هناك تأخيراً. فعملية الترسية معقدة جداً. فعندما تشتري مترو لا بد من الكثير من التقييمات التقنية، خصوصاً في مشاريع ضخمة كهذه، ولذلك فإن اللجان التي تقوم بالتقييم تأخذ وقتها، وأعتقد أنهم يقومون بعملهم بأكثر الطرق احترافية. ● ما الصعوبات التي تواجهونها في المشاريع بدول الخليج؟ - التحدي الأول عندما تكون الشركة غير معروفة للناس في البلد الذي تدخل إليه، وتريد أن توظف (مواطنين)، لكن ما إن تبدأ العمل ويصبح المشروع معروفاً حتى تستقطب الكثير من المواهب. وبالنسبة إلي، أعتبره تحدياً ونجاحاً في الوقت ذاته. والأكثر صعوبة أن تجد مزودين محليين، لكننا نستمتع بخوض التحدي في بلدان جديدة، ونحن جاهزون للقيام بذلك. ففي الرياض مثلاً، حصلنا على الميدالية البلاتينية في توظيف السعوديين.
مشاركة :