روادتني فكرة الكتابة عن السير مجدي يعقوب منذ فترة , وأردت بعد التكريم في دولة الإمارات الكتابة عنه رغم علمي أنني مهما حاولت صياغة كلماتي فلن أوفيه حقه , ثم جاء وباء كورونا وشغل الجميع .وأمس شاهدته علي شاشة التلفزيون , نظرت إليه بكل تقدير وحب , ولفت نظري أنه تغير بعض الشيء وظهر عليه مثلما ظهر علينا جميعا أعراض الزمن .ولكنه يختلف عن الكثيرين لأنه في كل لحظة يزداد فيها عمره دقيقة يتسبب في إضافة حياة , وينقذ شخصا من الموت . فمرور الزمن علي من مثل مجدي يعقوب هو إنقاذ حياة , هو شفاء .لم يفرق مجدي يعقوب يوما بين مريض ومريض لأي سبب . لأن ما يحكم تصرفه هو الإنسانية الخالصة , دون تمييز بسبب الدين أو العرق أو السن أو الجنس أو الحالة الاجتماعية .وكما عالج حالات خارج مصر وانتقل بالطيران علي حسابهم فقد عالج داخل مصر بسطاء الناس وانتقل بالطيران علي حسابه الشخصي ولم يتقاض أجرا .مجدي يعقوب الحاصل على عدة شهادات زمالة فى الطب من ٣ جامعات دولية، و تدرج فى المناصب الأكاديمية حتى تعيينه «بروفيسور» فى المعهد الوطنى للقلب والرئة بالولايات المتحدة عام ١٩٨٦، وبعدها أصبح رئيسًا لمؤسسة زراعة القلب ببريطانيا عام 1987.. كما أنه أجري عملية زراعة القلب للمريض «دريك موريس» عام ١٩٨٠، الذى كان أطول مرضى زراعة القلب استمرارًا على قيد الحياة بعد العملية حتى وفاته عام ٢٠٠٥.وله أبحاثه العلمية المتخصصة التى تزيد عن خمسمائة بحث فى مجال جراحة القلب والأوعية الدموية. كما حصل على لقب «أسطورة الطب فى العالم» عام ٢٠٠٨، من جمعية القلب الأمريكية بشيكاغو لينضم بذلك إلى قائمة الشخصيات الطبية الخمس الأكثر تأثيرًا فى تاريخ الطب البشرى.ودخل اسمه موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية بعدما أجرى خلال عام واحد أكثر من ١٠٠ عملية زراعة قلب، وظل الجراح العالمى مستحوذًا على الأرقام القياسية فى مجاله حتى عام ٢٠٠١، الذى شهد اعتزاله مهنة الجراحة بعد بلوغه سن الـ٦٥.ورغم ذلك بعد اعتزاله بست سنوات عندما استدعته ملكة بريطانيا لإجراء جراحة معقدة للطفلة «هنا كلارك»، التى تبلغ من العمر ٧ أشهر، لكنها تعانى مشكلات فى القلب منذ ولادتها ذهب إلي بريطانيا وقام بعملية زرع قلب جديد للعمل إلى جوار قلبها الصغير، لتحيا بقلبين معًا حتى سن ٨ سنوات.وبعدها أصيبت نفس الطفلة بمرض السرطان، وأصبحت بحاجة لجراحة جديدة لاستئصال القلب الثانى، وهو ما حدث أيضًا على يد الجراح العالمى، لتستمر حياتها بعد ذلك بصورة طبيعية.بعد اعتزاله النهائى، قرر «طبيب القلوب» تأسيس مركز طبى فى مدينة أسوان لحبه لها، ومحاولته تخفيف المعاناة عن أهلها، حيث لتلك المدينة موقع متميز و مكانة متفردة من حيث الجو الصحي ،كما أنها الأقرب للقارة الإفريقية التى تعانى من إهمال شديد من الناحية الطبية.يقول الدكتور مجدي يعقوب عن حياته العملية إنه يتعامل مع كل حالة بحالتها ويدرسها جيدًا، ويقوم بكل ما هو ضرورى لها، ، و يؤكد أنه ترك قلوب الناس أمانة فى يد تلاميذه وزملائه.تحية من القلب للدكتور مجدي يعقوب طبيب القلوب وأسير القلوب والذي لا يعنيه البهرج الخداع من الحياة , ولا يسعي للظهور لأنه يستغل كل لحظة في حياته من أجل إنقاذ حياة إنسان . بارك الله فيك الطبيب الإنسان المتواضع .
مشاركة :