فجأة و بدون أي مقدمات غلق العالم أبوابه وأنغلقت كل الدول على نفسها, لا طيران ولا ترحال فقد تم غلق الحدود وأصبح هناك شريحة كبيرة تسمي العالقين. أناس لم يتمكنوا من العودة إلى أوطانهم منهم طلبة بعد غلق المدن الجامعية التي كانوا يقطنوها أصبح عليهم البحث عن مأوى لهم, و منهم رياضيون تم إلغاء مسابقاتهم و أصبح عليهم الانتظار حتى يتيسر لهم العودة الى الوطن, و هنالك منهم سيدات صغيرات السن أتين لوضع حملهن طمعآ في حصول المولود على الجنسية الأمريكية و منهن من لم يتمكن أزواجهن من اللحاق بهن فأصبحن عالقين خائفين من المجهول الذي ينتظرنهن هن وأطفالهن, و كذالك هناك أب وأم كبار في السن أتوا لزيارة أولادهم و رؤية أحفادهم وقضاء بعض الوقت معهم و أصبحوا هم أيضآ عالقين.فأصبح عالقين أمريكا بالتحديد يمثلوا مشكلة كبيرة حيث أن عددهم يزداد عن ألفان عالق تصاحبهم مشاكل بداية من توفير الدواء لكبار السن إلى إيجاد مسكن للطلبة الذين أغلقت مدنهم الجامعية كذالك توفير الرعاية الصحية للسيدات الحوامل في ظل انتشار وباء فيرس كورونا.و لأمريكا وضع خاص حيث أنها تضم خمسا و خمسين ولاية و قد أصبحت الدولة رقم واحد في عدد الإصابات التي بلغ عددها حتى هذه اللحظة مليون و مئتان و سبع و ثلاثون ألف حالة و كذالك في عدد الوفيات التي أوشك على أن يتعدى المئة ألف ضحية جراء فيروس كورونا.و دائمآ في وقت الشدة يظهر معدن المصري الأصيل, فهنالك مجموعة من المصريين المقيمين قد تطوعوا في خدمة العالقين من خلال مبادرة ( خلينا سند لبعض) تحت رعاية وزارة الهجرة المصرية, و بالفعل لقد تطوع بعض الأطباء المصريين المقيمين في أمريكا بالمساعدة لتوفير الدواء لمن يحتاج من العالقين و بالمجان و بتقديم الأرشادات الطبية وقت الحاجة وكذالك الرعاية الطبية للسيدات الحوامل في حين احتياجهن لمساعدة طبية, كما أنه تم تشكيل فريق من المتطوعيين المصريين لمساعدة العالقين الغير قادرين ماديآ على سداد رسوم الحجر الصحي و تم استقبال تبرعات من المصريين المقيمين في أمريكا ومن بعض المصريين من داخل مصر والدول العربية.و يتجلى عظمة الموقف حين تصاب سيدة حامل بفيرس الكرونا وهي وحيدة من دون زوجها ولا أمها او حتى صديق في أمريكا...و بما إن العالقين أصبحوا مسؤلية المقيمين, فلقد تحملوا مسؤلية تلك السيدة و تم الأشراف و المتابعة لعملية و الوضع وبعد أن ثبت أن المولودة سليمة معافاه من الفيرس, كان لابد من أن يتم عزل الأم عن المولودة حتى يتم التأكد من تعافي الأم من الفيرس و ذالك جعل الزوج في مصر الذي لم يرى مولودته بعد و الأم في أمريكا بعد عناء الولادة يتشاركان عناء التفكير في مصير المولودة و من سوف يقوم برعايتها, و لم تطول تلك المعاناة الفكرية و قد تطوعت سيدة مصرية مقيمة في نيوييورك بأن تتولى العناية بالمولودة وساعدها في ذلك مجموعة من المصريين المقيمين بتسهيل اقامة المولودة و تلبية كل متطلباتها من غذاء و علاج و جميع المستلزمات.فكما ذكرت سالفآ وقت الشدائد يظهر معدن الإنسان المصري الأصيل و حبه لوطنه و أبناء و طنه... مصر أم الدنيا.
مشاركة :