إيمان وهمان تكتب: رغدة وماركوس

  • 6/16/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رغدة فتاة سورية جميلة نشأت فى عائلة ميسورة الحال بنت على أربع إخوة ذكورا، والدها يشغل منصبا مرموقا فى الحكومة وتعيش حياة مرفهة وكانت متفوقة دراسيا التحقت بكلية الطب وتفوقت فيها وأثناء دراستها تعرفت على زميل لها فى نفس الجامعة فلسطيني الجنسية، وبعد أن أنهت دراستها بتفوق اتفقا على الزواج، وبالفعل تم عقد القران فى حفل رائع يليق بمركز عائلتها.كانت رغدة فتاة طموحة جدا تقدمت للحصول على منحة دراسية وتدريب فى أمريكا وتم تأجيل الزواج وبالفعل سافرت هى ومازن خطيبها إلى امريكا، وتم عقد لجنة لاختيار المتقدمين من الاطباء وكان عددهم كبير حيث انها كانت فرصة ذهبية لمن يحصل على تلك المنحة حيث سيكون طبيب مقيم بإحدى المستشفيات لمدة ثلاث سنوات. وبالفعل تقدما للاختبار اللذى يعقد شفويا ونجحت بطلتنا رغده فى الاختبار بتفوق ورسب زوجها ولم يحصل على فرصة العمل مثلها وعليه كان لابد ان يعود هو الى بلده لاستلام عمله فى احد المستشفيات وبالفعل سافر مازن واتفقا علي ان يتم زفافهما بمجرد ما ان تأخذ الإجازة.تسلمت رغدة عملها فى احدى المستشفيات و من اول يوم اثبتت جداره و تفوقت فى عملها وكان ذلك علي معظم الجنسيات التى عينت معها فى نفس المستشفى وحصلت فى العام الاول على اعلى التقديرات وجاءت الاجازه والتي كانت تنتظرها بفارغ الصبر وبدأت الاستعداد لحفل الزفاف فى بلدها و فى طريق عودتها توقفت فى باريس لشراء فستان الفرح واشترت هدايا ثمينه لمازن فهى تحبه وتريد ان ترضيه بقدر ما تستطيع.ولكن علي غير المتوقع بدأت تلاحظ من اول يوم تحول فى مشاعر مازن ولم تكن تدرى ما السبب وبدأ يدور بخاطرها الكثير من التساؤلات تحاول ان تعرف السبب في هذا التحول.وللاسف لم تكن تعلم أنها الغيره من نجاحها فى عملها وتفوقها عليه.. لم تلقى بالا إلى تلك الهواجس ولكنها راحت تستعد لليوم الموعود وفعلا وبعد أن أعدت كل شىء وارتدت ثوب الزفاف وتزينت - حقيقةً هى تتمتع بوجه جميل وضحكةً مشرقةً -  واثناء استعدادها للخروج الى القاعة بصحبة عريسها حدثت مشادة مفتعله بشكل غريب من اخت العريس وتطور الامر بسرعه واخذ العريس صف اخته - كأنما ولو سنحت له فرصة كان ينتظرها مثلًا - وفى لحظة ألقى عليها يمين الطلاق امام عائلتها وعائلته وأصر على موقفه وغادر القاعه هو وعائلته وغدر بقلب رغدة.انهارت رغده ولم تصدق نفسها ولم تكن الاجازة طويلة وهنا كان عليها ان تتمالك نفسها لتعود لتكمل مابدأت وطبعا لانهم من جنسيتان مختلفتان فالزواج كان مدنى وعليه كان لابد من انهاء الطلاق فارسلت له صديق مشترك بينهما ليذهب لاخذ توقيع مازن على اوراق الطلاق ولكنه رفض و هدد بمنعها من السفر واستغل ضيق وقت إجازتها.تدخل أفراد من العائلتين لانهاء الطلاق ولكنه بدأ يساومها ولم يكن امامها خيار سوى الخضوع لابتزازه لها ودفعت له مبلغ كبير بالدولار حتى تحصل على الطلاق وتسافر الى امريكا مره اخرى ولكنها رجعت شخصيه مختلفه محبطه وحزينه وقررت الا تتزوج من رجل عربى .. وانخرطت فى عملها بالمستشفى وكان معاها جاليه مسلمه من باكستان وافغانستان وايران .. تعرفت على احمد دكتور من أفغانستان ولانها كانت مجروحة من قصة حب فاشلة وكانت تريد ان تداوي تلك الجراح بحب آخر تقربت له بسرعه واستغل هو ذلك وبدأ يطلب منها نقود حيث انه لديه بنت غير شرعيه من فتاه روسيه واستمر فى ذلك فتره وكنت انصحها كثيرا انه غير امين معها وطلبت منها ان تفاتحه فى الزواج وبالفعل بمجرد ان طلبت منه الارتباط ثار فى وجهها وطلب منها الا تتصل به مرة ثانيه ورفض ان يرد لها المبالغ الماليه التى اقترضها منها وعادت من حيث بدات مره اخرى محطمة تبحث عن من يداوي جراحها وللأسف اعادت الكره مره اخرى مع دكتور من ايران يدعى فائد وبالفعل استمرت العلاقه فتره ولكن هذه المرة هو من طلبها للزواج وتمت الخطوبه فى حفل عشاء بسيط يجمع قليل من الاصدقاء ولكني لم اشعر هذه المره ايضا بالارتياح لهذا الشخص وفعلا بعد فتره شعرت هى بانه يكاد يكون مريض نفسيا شديد الغيره وعدوانى ودبت المشاكل بينهما وكثرت المشاحنات حتى انه فى احدى المرات ضربها واصرت رغده على انهاء العلاقه بينهما ونصحتها في ذلك الوقت ان تبلغ الشرطه لكنها رفضت.ودارت عجلة الحياة وعادت للاستمرار فى عملها للعام الثالث وهو يلاحقها بمكالمات تليفونيه ويهددها و فى النهايه اضطرت لابلاغ الشرطه عنه واتخاذ تعهد عليه باالا يقترب منها .. انهت رغده الثلاث سنوات وفى تلك الاثناء حصلت على عمل فى مستشفى فى ولايه بعيده و فى منطقه نائيه فى احدى ضواحي اوهايو على ان يتم تعديل الفيزا الخاصه بها لتحصل على اقامة عمل دائمه فى امريكا وبالفعل سافرت الى اوهايو وكانت تصف لى البلد على انها بلد معاشات اى ان معظم الناس ليس لديهم وظائف وان البلد فقيره وكما نقول فى مصر بلد فى اقصى الصعيد الجوانى.دعتني صديقتي لزيارتها وقضينا اسبوع نجوب اكثر من ولايه وكانت احسن حالا واكثر مالا ولكن كان لا يزال حلم الزواج والانجاب يراودها وخاصةً قبل سن الخامسه و الثلاثون ولم تجد امامها غير ان تتقدم لمكتب زواج نفس فكرة الخاطبه عندنا وهم منتشرين فى امريكا ودفعت مبلغ من المال فى مقابل ان يتم تجهيز اثنى عشر لقاء للزواج او عام ايهما اسرع و بالفعل بدأ المكتب يرسل لها بين الحين والاخر احد الاشخاص كى يتم التعارف بينهم وفى ثالث لقاء تعرفت على توم وهو من الريف الامريكى اقل منها تعليم و منصب اجتماعى لكنها مالت اليه وكان هو انسان طيب وهى بالنسبة له حلم وبعد عدة لقاءات طلب منها ان تحضر للمنزل لزيارة عائلته والتعرف عليهم .. استعدت للزياره وارتدت اجمل ثيابها وابتاعت علبة شيكولاته وذهبت للقاء العائله كان البيت فى منطقه ريفيه والعائله تشبه عائلات الجنوب عددهم كبير والام شكلها متسلط والاب حرفيا ليس له حول ولا قوه واخواته اكثر من خمسه قضت معهم اليوم كانت مبسوطه انها فى وسط عائله كبيره وطوال الطريق وهى ترتب لحفل الزفاف فى خيالها كيف سيكون .. مضى يوم لم تسمع من توم اى شىء وبدأ القلق يساورها حاولت الاتصال به لكن لم يرد على مكالماتها وفى اليوم الثالث ارسل لها رساله يخبرها ان اهله رفضوا هذا الزواج لانها امراءه عربيه وهم يعلمون ان العرب ارهابيين ..بنفس النص  وبدون تجميل واوضح انه يعتذر لانه لن يستطيع مخالفة اهله حقا مازال هناك ناس تفكر بذلك المنطق ..انهارت رغده وكانت تحدثنى تليفونيا وهى تبكى ولاتصدق ماحدث .. مضت فى حياتها حيث انهت العامان مدة العقد فى تلك الاثناء تقدمت للحصول على درجة الدكتواره وعرض عليها عمل فى مستشفى اكبر فى اوهايو ومكان احسن ووضع اجتماعى ارقى كانت فرحه بالعمل الجديد لكنها لاتزال تفكر فى تكوين عائله وفى المستشفى الكبير تعرفت على ماركوس طبيب تخدير من اب برازيلي وام من الصين خليط عجيب لكنه انسان محترم ناجح فى حياته المهنيه بدأت اللقاءات تتعدد بينهما الى ان تم الاتفاق على الزواج فى تلك الاثناء حدث مالم يكن متوقع .وصلها تهديد من فائد الدكتور الإيراني المختل عقليا بعد ان عرف اين تعمل واسم ومكان الولاية وذلك عن طريق المجله الطبيه وجن جنونها وقامت بتغير رقم التليفون ولكنه كان دائما يقتفى اثرها قامت بابلاغ البوليس لكنه لم يهتم ولم يا اخد الموضوع بجديه .. هدأت من روعها وطلبت منها ان تسرع فى الزواج وبالفعل تم الزواج سريعا واخذت ماركوس فى زياره الى اهلها للتعرف على العائله وبالفعل انبهر بجمال سوريا وشعر انها من عائله ثريه وبارك الاهل هذا الزواج وعادا مرة أخرى الى مقر اقامتها واشتريا معا منزل جميل وواسع وكانت رغدة تصارحني بادق تفاصيل حياتها وكم كان يحبها ماركوس وكنا نتحدث بالساعات وكانت امامى كالكتاب المفتوح وسالتها في احدى مكالمتنا الطويله سؤال مباشر و بلا مقدمات هل اعتنق ماركوس الاسلام لانه لايجوز ان تتزوج امرأه مسلمه من رجل يدين بديانة اخرى !!وكان الرد صادم بالنسبه لى انه زواج مدنى وتم الاتفاق على ان يبقى كلا منا على دينه حاولت ان اوضح لها الامر لكنها اصمت اذنيها ورفضت ان تستمع لنصيحتى وكان حجتها انها ارتبطت بثلاث رجال مسلمين لكنهم لم يحسنوا معاملاتها لكنه هو الذى عاملها برفق وحب واحترام. . ولانها ترسم حياتها بالمسطرة بدات رغده فى مرحله ثانيه من القلق فانها تريد الانجاب فهى تخطط لحياتها بتفكير علمى بحت وبالفعل انجبت ابنه جميله وبعدها بثلاث اعوام رزقها الله بمولود وكانت حياتهما تسير بهدؤ الى ان تلقت تهديد اخر من دكتور فائد هذا الطبيب المهوس بانه سوف يقوم بخطف اطفالها واصيبت بحالة هلع واغلقت كل مواقع السوشيال ميديا وطلبت انا منها ان تصارح ماركوس زوجها بكل شىء وان يقوما باتخاذ كل التدابير لحماية اطفالهما وبالفعل تم ابلاغ البوليس وتعين حراسه على البيت وبعد ان هدأت الامور دعتني لزيارتها و بالفعل لبيت الدعوه وسافرت والتقينا بعد غياب سنوات رايتها الحمد لله تعيش فى مستوى اجتماعى مرتفع وبيتها غايه فى الفخامه والتقيت بزوجها نموذج للزوج الذى تحلم به اى امراءه يعاملها كاميره متوجه يحاول ارضائها بشتى السبل ويساعدها فى كل شىء بل احسست انا انها هى التى تساعده وانه يتحمل اغلب أعباء الحياه. اولادها ايه فى الجمال سعدت جدا فى اجازتى معهم وحاولت هى و ماركوس ان اغير حياتى وانتقل للعيش معهم لكن من اعتاد الحياه فى نيويورك بكل ضجيجها لايستطيع العيش فى تلك الولايات الهادئه شكرتهما وعدت الى نيويورك وفى احدى الايام تلقيت منها مكالمه تليفونية وكانت منهاره وصارحتنى بانها شاهدت هذا المعتوه بالقرب من منزلها ولذلك فانها قررت ان تترك تلك الولايه وصارحتنى بانها لن تخبرنى بمكانها الجديد ولا رقم تليفونها الا بعد ان يطمئن قلبها.. لقد اصابها هذا الايرانى المعتوه بفوبيا الخوف على اطفالها وبالفعل انقطعت كل صله لى بها ولم اعد اعلم غير انها انتقلت العيش فى سان فرانسيسكو حاولت مرارا ان اطمئن عليها لكنها غيرت رقم التليفون وليس لديها اى حساب على السوشيال ميديا .. •اشتاق اليها كثيرا وكلما اشتقت اليها افتح البوم الصور فلنا معا ذكريات كثيره وصور فى اكثر من ولايه فكانت تعشق السفر ولا املك الان الا ان ادعو الله دائما ان يحميها وعائلتها من هذا الانسان المريض وان يهديها الله الي ما تحب .

مشاركة :