إيمان وهمان تكتب: لجوء سياسى

  • 7/6/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اشجان فتاه إسكندرانية من عائله ميسورة الحال وهي اصغر أخواتها. توفى والديها وهى صغيرة وتولت رعايتها اختها  الكبرى وسط حب ورعاية باقى الاخوه كان لها شخصيه مستقله ونشاطات متعددة واثناء الجامعى انضمت الى الحزب الوطنى وكان لها نشاط سياسى واجتماعى واضح اثناء الدراسة وفور تخرجها عينت فى مكتبة الاسكندرية بفضل علاقاتها بالقاده البارزين فى الحزب ورثت شقه العائله بعد زواج جميع أخواتها. لديها سيارة جميلة تعيش حياة رغدة سهل،ة فهى الاخت المدللة تقدم لها كثير من الخطاب لكنها فاجأت الجميع انها لاتريد الزواج ويوم تقرر ان تتزوج لن يكون عريس عربى لانها ترغب فى الزواج من شاب اجنبى !! لذلك فكرت فى الهجره وبالفعل حصلت على فيزة امريكا بسهولة وخاصه انها كانت زارت عدة دول اوربيه اثناء الدراسة. واختارت ان تكون وجهتها في السفر  الى لوس آنجلوس، حيث انها على اتصال بمحامى مصري يعيش هناك منذ اربعين سنة متخصص فى قضايا الهجرة واللجوء بجميع انواعه. استأجرت حجرة صغيرة لدى سيده مصريه معروفة بتأجير بيتها للسيدات اللاتي يحضرن الى امريكا بغرض الولاده والحصول على الجنسيه للمواليد وهي تجاره تدر لهن مبالغ طائله وهى طبعا غير قانونية ولا يقوموا بسداد الضرائب عنها تلك التجارة..كان يتردد على المنزل سيدة مسنة تقوم بتحفيظ القران لاولاد صاحبة البيت التى تسكن فى الطابق الاعلى .كانت ايضا تقوم بتدريس العربى و الدين فى مدرسه اقيمت داخل جامع خاص بالجالية الباكستانية بسرعه اصبحوا أصدقاء برغم فارق السن الكبير بينهم فكانت زينب تحاول ان تساعد اشجان فى ايجاد عمل لها حتى تنتهى من تسوية وضعها فالموضوع كبير ولن ينتهى بسهوله. لم يكن من الصعب علي اشجان أن تكتشف ان زينب عضو فى احدى الجماعات الدينية فى مصر وانه تم اعتقالها عدة مرات الى ان اضطرت لترك مصر نهائيا وعملت مدرس فى جامعة بيروت بلبنان حيث انها كانت ضمن هيئة التدريس باحدى الجامعات المصرية وبعدها هاجرت الى امريكا وتركت اولداها فى مصر فقد كان لديها ثلاث اولاد وجميعهم على نفس نهج الام والغريب ان احدهم ظابط فى الجيش المصرى !! حاولت زينب ان تستقطبها لجماعتهم فنشاطهم فى امريكا اكبر بكثير من مصر وحاولت مرارا ان تقنعها بتغيير طريقة اللبس وحضور اجتماعتهم بحجة توفير عمل محترم لها احست اشجان ان زينب تلاحقها لتضمها الى الجماعه فقررت ان تترك السكن وتختفى عنها وبالفعل اضطرت ان تغادر الحى العربى وتتجه الى منطقة بعيدة جدا واستاجرت حجرة لدى سيده امريكيه وحاولت ان تبحث عن عمل مؤقت الى ان يبت فى وضعها القانونى كانت تقضى اليوم فى اللف على المحلات للبحث عن عمل وتعود اخر اليوم منهكه من التعب كان لصاحبة البيت صديق يعيش معاها لايعمل كانت هى تخرج للعمل وتترك اشجان بمفرها مع صديقها فى البيت وكانت اشجان تخاف منه لذلك عليها ترك المنزل ولا تعود الا بعد عودة صاحبة البيت حتى تتلافى تواجدهما معا كان اخواتها يرسلون لها المال لمساعدتها حتى يتم توفيق وضعها حصلت اخيرا علي تصريح عمل واقامة مؤقته الى ان يتم البت فى طلب اللجؤ وبعد عناء كبير حصلت على عمل لدى شركة كبيرة لصناعة المعجنات والدونات التحقت بالعمل وكعادة المصريين فى الخارج يتفانوا فى عملهم ويثبتوا كفاءه كبيره بسرعه حصلت على ثقة وحب زملائها و مرؤسيها استاجرت استوديو صغير تعيش فيه بمفردها وكانت تقضى يوم اجازتها فى عمل بعض الاكلات المصريه وتاخذها معها ليشاركها اصحابها فاحب الجميع الاكل المصرى و فى احدى الايام واثناء عملها تعرضت لحادث سقوط جزء من مكنة العجين عليها ونقلت الى المستشفى فى حاله سيئه وجاء بعض من زملائها لزيارتها وكان اغلبهم من المكسيكان واخبروها انها يمكنها ان ترفع قضيه على الشركة وستحصل على مبلغ كبير من المال كتعويض . لكنها رفضت كل ذلك وقالت انه قضاء وقدر. علم صاحب العمل بموقفها فا أندهش جدا وقام بزيارتها بنفسه وشكرها وكان يرسل لها راتبها كل اسبوع وهى فى المنزل الى ان تماثلت للشفاء وعند عودتها للعمل استدعاها فى مكتبه واخبرها انه تم ترقيتها لتعمل فى فريق برامج تدريب العمال والموظفين الجدد وساعدها اجادتها للغه.. فرحت جدا وشكرته واسند اليها اول مهمه فى عملها الجديد الذهاب الى مدينه اخرى لافتتاح فرع بيع جديد للشركه وعليها ان تكون ضمن فريق التدريب كان مديرها الجديد شاب يصغرها بثلاثة عشر عاما امريكى وسيم يهودي الديانه سافرت معه ضمن فريق العمل كثرة السفريات واللقاءات والاجتماعات بينهم حدث مالم يكن متوقع بدأ قلبها يخفق بالحب ولكن الموانع كثيره فارق السن الديانه البيئه صارحها دانى بحبه وانه يرغب فى الزواج منها لم تمانع بل على العكس فرحت جدا فهى دائما تحلم بالزواج من اجنبى .. صارحته بان عليه تغير ديانته اولا وفعلا بدأ يتردد على المركز الاسلامى فى الولاية ويبدى رغبته فى التعلم وساعدته كثيرا رغم استنكار عائلته لذلك بل لم يتوقف الامر عند الرفض بل وصل لحد القطيعه بينهم ... وكذلك اهلها فى مصر هددها اخوها بان العائله سوف تقاطعها لو تزوجته وستحرم من كل حقوقها لم تهتم بكلام اخواتها ومضت قدما فى خطوات الزوج وبالفعل اشهر دانى اسلامه فى اول ايام رمضان وسط فرحة المسلمين واغلبهم امريكان وجنسيات اخرى وقله قليله من المصريين اللذين حضروا على مضد لعلمهم انه اسلم من اجل الزواج فقط ولكن الله عليم بما فى الصدور. تزوجا عن حب واقتناع رغم معارضة الجميع .. مر على زواجهم الآن اكثر من خمس سنوات لم ينجبا اولاد لكنهما سعداء فى حياتهما لاينغص عليها حياتها سوى حرمانها من زيارة اهلها وبلدها بسبب موقف اخواتها العدائى منها.ولكنها علي يقين بانها علي حق ومهما طالت الأيام سيأتي اليوم الذي ستلتئم فيها الجراح وتكتمل سعادتها.

مشاركة :