إيمان وهمان تكتب: ظلمت أبنائي

  • 7/28/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

منال سيدة من القاهرة.. نشأت في أسرة متوسطة الحال الأب يشغل منصبا لا بأس به في إحدى الشركات لها من الإخوة أربعة وهى الخامسة  كانت على علاقة حب مع ابن الجيران الذى يكبرها بثلاث سنوات كانت تحلم بيوم ان ينهى دراسة حتى يتقدم للارتباط بها وفعلا بعد التخرج بأيام اتصل بها صلاح - ابن الجيران - وطلب أن تحدد له موعد مع اهلها طارت منال من الفرح وهيأت الجو لاستقبال صلاح .. وبالفعل حضر صلاح مع والده وأخبر والد منال أن لديه فرصة للسفر إلى إنجلترا ليكمل دراسته هناك وعليه فإنه يرغب في عقد القران ويسافر هو اولا وبعد ان تستقر الامور وتنهى منال دراستها تلحق به .. وعليه فلا داعى لتحمل نفقات شقه وخاصة أنهم في بداية حياتهما وسيتشاركان سويا في بناء المنزل بعد الزواج والعودة من الخارج اذا عادا .. وبالفعل تم عقد القران في حفل بسيط يضم العائلتين والجيران و عددا بسيطا من الأصدقاء.. حاول صلاح الحصول على تأشيرة السفر للدراسة في لندن لكن محاولاته باءت بالفشل فلم يكن له بدلا من المحاولة من جديد للسفر إلى اي دولة اخرى فلم يجد غير فرصة للمحاولة السفر الى النمسا وخاصة أنها كانت متاحة في تلك الفترة وله أصحاب كُثر هناك يعملون ويدرسون في نفس الوقت. كانت العلاقة بين صلاح ومنال جميلة فقد تربيا ونشآ معا ولم يكن يعكر صفو قصة الحب الجميلة غير غيرة صلاح التي لا حدود لها والتي تتحول في بعض الأحيان إلى شك .. سافر صلاح وباءت كل محاولاته للبحث عن عمل بالفشل حتى ان كل نقوده نفدت في اول اسبوع ولم يكن أمامه حل غير ان يعود الى مصر محبطا ومهزوما كانت صدمة بددت الحلم الجميل عاد شخص آخر وظل يلاحقها بأسئلته كيف قضت الأسبوع بدونه من قابلت وفى آخر الحوار طلب منها ان تقسم له أنها لم تخنه .. فجأة ومع الضغوط والشك غير الطبيعي أحست استحالة العيش معه وهو بتلك النفسية المعقدة ..  طلبت منه الانفصال وبالفعل تم كل شيء بهدوء تام ضاعت اجمل قصة حب بسبب الشك . مرت الأيام وعلمت أن صلاح سافر الى دبى وهى أنهت دراستها وتقدم لها شاب صديق لأخيها الكبير دكتور قادم من امريكا في إجازة قصيرة للبحث عن عروس على استعداد للزواج والسفر لم يستغرق الأمر منها وقتا طويلا فالموضوع بالنسبة لها زواج تقليدي بالإضافة إلى أن فكرة الهجرة إلى أمريكا كانت مغرية وخاصة أنها تود أن تبعد عن المكان الذى يذكرها بصلاح. وفي عجالة تم عمل كل شيء حفل الزواج واسبوعان قضاهما احمد معها في شرم الشيخ وبعدها عاد هو إلى أمريكا حتى يستأنف عمله كطبيب على ان يتمم لها كل الإجراءات حتى تتمكن من الحصول على الجرين كارد و بالفعل في خلال ستة أشهر أنهى كل شيء استقبلها في المطار بالترحاب ذهبت الى منزل الزوجية كانت شقة صغيرة لكنها جميلة في حي هادئ كان أحمد دكتور اطفال عرض عليها فكرة أن تكمل دراستها في امريكا حتى تجد عملا مناسبا يشغلها لكنها لم تكن مستعدة للدراسة وأرادت ان تستمتع بالحياة الجديدة والحلم الأمريكي. في البداية كانت تقضى يومها في التجول في المول والمحلات وكانت منبهره بهم وبعد عدة أشهر أصبح الأمر مملا فهي تقضى اغلب الوقت بمفردها لان الكل يعمل بجد ولا مجال للزيارات المنزلية فكما يقول زوجها أن الحياة في أمريكا كالطاحونة. مرت الايام والسنين ورزقت بأربعة أولاد تغير شكلها وأهملت في نفسها فلم تعد تلك الفتاة الجميلة أصبحت أمًا مصرية بمعنى الكلمة لم تتعلم من الحياة في أمريكا شيئا . كانت تحرص كل عام على زيارة مصر برفقة الأولاد وتقضى إجازة المدرسة شهران في مصر وفى أحد أيام الإجازات قابلت صلاح صدفة أمام بيت امها  فهم جيران وقف وصافحها علمت انه تزوج وأنجب طفلين ولكنه هناك مشاكل كبيره مع زوجته وصارحها بانه ينوى الانفصال عنها .. تغير صلاح كثيرا اصبح له كرش مع انه كان شابا وسيما رياضيا ضاعت الوسامة في سنين الغربة وبعيدًا عن اللياقة فاجأها وقال لها تغيرت كثيرا أصبحت تشبهين امك وتكادي تكونين في مثل عمرها .. صدمها بكلامه وبادرت هي الاخرى بالرد عليه في حدة الحال من بعضه .. كانت تلك المرة الأخيرة التي رأت فيها صلاح. مرت السنون وكبر الأولاد والتحق الابن الأكبر بالجامعة ولحق به الابن المتوسط أما البنات إحداهن في الثانوي والأخيرة مازالت في المرحلة الابتدائية أصبحت حياتها مملة كثرت المشاكل بينها وبين زوجها أصبح يتغيب عن البيت كثيرا وخاصة في عطلة نهاية الأسبوع كانت حياتهما المادية متيسرة اشترى منزلا كبيرا في منطقه راقيه ليسع العائلة الكبيرة لكن العلاقة الزوجية بينهما لم تعد كالسابق فهو يهتم بمظهره جدا ويرتدى أفخر الثياب لكن هي لم تغير فيها أمريكا شيئا وأخيرا علمت من بعض الأصدقاء أن زوجها على علاقة بصديقة له في العمل .. تشاجرت معه وانفجرت فيه قال لها بكل هدوء الحياة بيننا أصبحت مستحيلة علينا انهاء العلاقة بالاحترام اكراما للعشرة وحرصا على اتزان حياة وراحة الأبناء وأنه لن يتخلى عن مسؤولياته تجاههم لكنها رفضت الطلاق في بادئ الأمر خاصة انها لن تحصل الا على اعانة شهريه للأطفال فقط اما المنزل لن يحكم لها به لأنه أثبت أنها لا تعمل طوال فترة الزواج وأن كل شيء باسمه ومن ماله قبل ان يرتبط بها. وبالفعل حكمت المحكمة لصالحه وذلك على حسب قوانين بعض الولايات الأمريكية وعليه لن تقاسمه أي شيء لا المرتب ولا نصف المنزل ولا رصيده في البنك لا بد أن تترك هي المنزل وتنتقل الى شقه اخرى بالأولاد وهو سوف يتحمل نفقة الأولاد الشهرية.   لم يعجبها قرار المحكمة حاولت بشتى الطرق ان تحصل على نصف ممتلكاته لكن دون جدوى طلبت منه ان يمهلها حتى ينتهى الأبناء من الدراسة و كالعادة ستأخذهم إلى مصر لقضاء الإجازة الصيفية بالفعل ترك هو المنزل وحلت الإجازة حجز لهم تذاكر السفر لمصر كان الأولاد في صف أمهم على طول الخط ولقد لقنتهم الدرس ان والدهم تركهم من اجل امرأةً اخرى ولم يعد حريصا على وجودهم معه. أعدت كل شيء للسفر ولكنها أضمرت شيئا في نفسها. قبل ان تتوجه الى المطار صممت على احراق المنزل بكل محتوياته انتقاما من زوجها وبالفعل قامت بسكب مواد كيميائية سريعة الاشتعال وبكل هدوء تركت المنزل يحترق وتوجهت سريعا الى المطار سرعان ما احس الجيران بالنيران والدخان يتصاعد من المنزل اتصلت بها جارتها تخطرها بأن المنزل يحترق ولكنها من شدة غبائها قالت لها احسن في داهية.. شكت جارتها في الأمر واسرعت بإبلاغ البوليس كان باقي دقائق على إقلاع الطائرة لكن حدث ما لم يكن في الحسبان عطل مفاجئ منع الطائرة من الإقلاع في الميعاد المحدد لها وبالفعل تمكن البوليس من القبض عليها في المطار ووجهت لها تهمة إحراق منزل زوجها ولحظها التعس أصيب رجل من رجال الإطفاء إصابات بالغة لأن الحريق كان كبيرا ..  وعلى حسب القانون الأمريكي أودعت في الحبس لمدة أسبوعين لانتهاء الإجراءات وفي تلك الأحوال قام البوليس بتوزيع الأطفال على أسرتين إحداهما من باكستان و الاخرى من البوسنة تجمع اهل الخير من المصريين والجيران تبرع كل منهم بمبلغ من المال ليحضروا لها محاميا وبالفعل اخذ المحامي مبلغا خياليا لان القضية كبيره .. في اثناء الحبس تعرضت لإهانات كبيره من الحرس واجبروها على خلع الحجاب .. صارحها المحامي بأنها ستواجه عقوبة السجن لمدة ثلاثين عاما لان رجل المطافئ توفى وان موقفها اصبح سيئا جدا ..نصحها المحامي أن تلصق التهمة بابنتها القاصر لأن المحكمة من الجائز أن تلتمس الأعذار للطفلة ولم يصبح أمامها خيار آخر قبلت الفكرة وقابل المحامي الابنة ولقنها الدرس جيدا وبالفعل ذهبت البنت واقرت انها  احرقت المنزل بسبب المتاعب النفسية التي سببها لها والدها بتصرفاته تجاه أمها واخوتها . أفرج عن منال وتمت محاكمة الابنة وايداعها احدى دور الرعاية الصحية والنفسية لمدة ثلاثة أعوام مع حرمان الام والاب من الاولاد او الاقتراب منهم لكن منال استأنفت الحكم وتعهدت برعاية الأطفال ونفعها شهادة الاطفال لصالحها وعادت مره اخرى تحتضن اطفالها في شقة صغيرة والزمت المحكمة الاب بتحمل نفقات الأولاد وحددت له مواعيد ملزمة لزيارة أولاده وقضاء بعض الوقت معهم.. التحقت منال بالعمل في احد المصانع ومرت الأيام وأنهت الابنة فترة العقوبة واستأنفت الدراسة من جديد بعد ما دفعت فاتورة الحقد والغل الذي تمكن من والدتها .. خسرت منال كل شيء بإهمالها لنفسها وزوجها ونفسيتها التي سولت لها أمرًا زاد الطين بلة ولم تستطع للأسف حتي مع طول مدة إقامتها بأمريكا التكيف مع المجتمع الأمريكي فلم يكن لها أي نشاطات إيجابية كذلك الأولاد هزتهم التجربة وفقدوا الثقة في الأب والأم معا .. وأخيرا ومن أعجب النهايات فبدلًا من ان تحاول ان تصلح من نفسها ونفسية وأولادها تقوقعت علي نفسها وانعزلت بأولادها وأصبحت أكثر عدوانية حتي مع من ساعدها ممن حولها من الجالية المصرية وأعطت انطباعًا سيئًا عن المرأة والشخصية المصرية والإسلامية . ولكن كم من مثل هذه النوعيات ويبقي الدين والوطن شامخين يظهران مع معدن الأغلب من أعضاء الجالية الأصيل.

مشاركة :