المقالات اللقيطة !! | طلال القشقري

  • 6/27/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد تزوير الكثير من الشهادات الدراسية في الخارج، واستخدامها لدينا، بما في ذلك الشهادات العُليا، أتى الدور كما يبدو على المقالات الصحفية!. يقول الطير الأخضر، ذو الريش الأحمر، والمنقار الأصفر، أنّ هناك مافيا ثقافية عربية تراسل بعضاً من كُتّاب الصحف لدينا، عبر البريد الإلكتروني، وتعرض عليهم تزويدهم بمقالات جديدة في أيّ موضوع يشاؤونه، علمي أو اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي أو ديني، مقابل مبالغ مالية معينة، وكلّ ما على الكُتّاب فعله هو نشر المقالات بأسمائهم في الصحف والمجلّات، دون أيّ مجهود فكري يُذكر منهم، ولا من «شاف» ولا من «دِري»!. إن صدق الطير، ولمَ لا يصدق؟ إذ لم أعهد عليه كذباً من قبل، وإن استكتب بعض كُتّابنا هذه المافيا، فالأمر هو تزوير مشابه لتزوير الشهادات، ويفوقه في الخطر لأنّ الشهادات المزوّرة قد ينحصر ضررها ضمن نطاق ضيق، بينما تؤثر المقالات المزوّرة على رأي عام كبير، ولا أدري كيف يقبل أيّ كاتب مثل هذا التزوير إن كان يملك مقدار ذرّة من المصداقية والمهنية والاحترام لذاته ولقُرّائه، فضلاً عن كون ذلك محرّماً شرعاً لأنه من باب سعي المرء لأن يُحمد بما لم يفعل!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، قالت إنّ الكاتب المزوِّر يستغفل القارئ بهذا التزوير، ولا يدري المسكين أنّ القارئ ذكي وفطن، وربّما يكتشف أمره بسهولة، وأنّ ما نشره من مقالات هي لقيطة لقلمه الخاطئ، فيُنزله في وجدانه لمرتبة دُنيا لا يمكنه الفكاك منها، ولو بلغت شهرته بالتزوير الآفاق الرحبة والبعيدة!. @T_algashgari algashgari@gmail.com

مشاركة :