أرقام مخجلة | م. طلال القشقري

  • 7/14/2013
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

القطاع الهندسي السعودي يحتاج لإصلاح وتطوير وتوسيع، لصالح أبناء وبنات البلد، كمًا ونوعًا!. دليلي على ذلك هو الأرقام التي كشفها مؤخرًا رئيس هيئة المهندسين في حواره مع جريدة الشرق!. دعوني هنا أُبرِز لكم أربعًا من هذه الأرقام مع تعليقي عليها: الرقم الأول: ٢٠٠ مكتب هندسي من أصل ٤٠٠٠ مكتب تستحوذ على معظم المشروعات في المملكة!. يعني إمّا أنّ ٣٨٠٠ مكتب هي فاشلة بكلّ ما تعنيه الكلمة، أو أنّ الـ ٢٠٠ مكتب لها من السطوة والنفوذ والحظوة ما يجعلها تهيمن على السوق الهندسية، وهنا أتساءل: أين عدالة توزيع المشروعات؟ وأين هيئة مكافحة الفساد؟ فربّما كان هناك فساد؟ وأين ضمائر أصحاب صلاحية توزيع المشروعات؟ هل هي ضمائر (متصلة) مع مصلحة الوطن؟ أم تُراها (منفصلة) عنها كما ينفصل الرضيع بعد حولين كاملين عن أمّه الرؤوم أو عن قارورة الحليب؟. الرقم الثاني: يتخرّج لدينا ١٥٠٠ مهندس سعودي سنويًا ليُضافوا إلى حوالي ٣٥٠٠٠ آخرين!. وكلاهما رقم متواضع فيما لو قورن بعدد وحجم مشروعاتنا الحكومية والأهلية، وكذلك سوق البناء، الأمر الذي يدل على ضعف التنسيق بين الجهات المعنية لتكوين قاعدة قوية وكبيرة من المهندسين السعوديين لتغطية الحاجة المُلحّة في المشروعات، ولا عجب إذن من سيطرة المهندسين الوافدين -الأكثر بكثير- على أغلب الفرص الوظيفية، فهنيئًا لهم، (مَحَدْ يَمّهُمْ)، وإذا غاب القطّ، العب يا فأر!. الرقم الثالث: عدد المهندسات السعوديات هو ٢٠٠٠ مهندسة فقط، والمُسجّلات في هيئة المهندسين هو ٤٦ مهندسة!. يعني أن نصف مجتمعنا الذي يصل عدده للملايين، وهو المرأة، لا يوجد فيه سوى قلّة من المهندسات، وجُلّهنّ غير رسمي، وأعتقد أنّ نسبتهنّ هي الأقل عالميًا، رغم وجود العديد من التخصصات الهندسية الملائمة للمرأة، والتي يمكن أن تدرسها في الجامعات، وتُبْدِع فيها في أسواق العمل، فلماذا لا نُوفّر لهنّ هذه التخصّصات بدلًا من تخصّصات أخرى لا وظائف لها إلّا في قطاعات محدودة، مثل التعليم، ممّا قد أُتْخِمَت وظيفيًا ولا شواغر فيها؟. الرقم الرابع: هناك ١٠٧٥ حالة تزوير مُكتشفة حتى الآن في شهادات الوافدين الهندسية!. ولا تعليق لي سوى: وما خفي كان أعظم، ورُبّ سبّاكٍ أو لحّامٍ أو راعٍ للأغنام في بلده قد صار عندنا.. بشمهندسًا!. إنها أرقام تجعلني أطأطئ رأسي خجلًا، وهيئة المهندسين لها يد مجتهدة لكن غير مدعومة، ومنزوعة منها الصلاحية، ولا تستطيع أن تُصفّق بها وحدها، وما لم تتضافر جهود الجهات معها لإصلاح وتطوير وتوسيع قطاعنا الهندسي سيظلّ يُراوح مكانه على الهامش، في وقتٍ يمكن أن يكون فيه أفضل القطاعات الهندسية في العالم على الإطلاق!. حرام يا قوم!. أدركوه يا قوم!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :