كنا نستهجن بيع الطعام الجاهز - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 7/1/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

لو ترجمنا كلمة junk إلى العربية لوجدنا أنها تعني بالدرجة الأولى السقط من الأشياء (الخردة) أو النفاية، الحثالة. وفي ثاني معنى فالكلمة تعني لحما بقريا مُملّحا من أجل امتداد أجل الصلاحية، كان البحارة يستعملونه، لأن صيد السمك يتطلب التوقف وقضاء وقت، وبواخر النقل في عجلة. الناس كانوا - إذاً - على حق، في اجتناب ال «فاست فود»، عاداتنا لم تأت من جهل ولا من فراغ. الأميركيون والأوروبيون يشتكون الآن من الآثار السيئة لانتشار مطاعم الوجبات السريعة، بما في ذلك انتشار السمنة وأمراض القلب والترهل غير المطلوب. يذكر الناس امرأة في مدينة عنيزة، واسمها مشهور ومعروف، تتكسّب من إعداد وبيع الخبز، ويقصد دارها المارون.. وسائقو شاحنات النقل الذين لا أهل لهم.. وكذا الحجاج العابرون الذين كانوا يأتون من العراق وإيران، والذين كانوا يختارون القصيم كمحطة راحة وإرواء وتسوّق واستظلال. حتى قرابة منتصف الستينيات من القرن الهجري الماضي لم تكن المناطق الوسطى من بلادنا تعرف ممارسة شراء الطعام الجاهز، خبزاً كان أو طبخاً. العرف والمفهوم السائد آنذاك أن الطعام الجاهز «يُعطى» ولا يُباع. ويقدّم مجاناً للضيوف وأبناء السبيل. لم يكن المحليون أو الأهالي يستحسنون أن يقف الواحد منهم أمام باب بائعة الخبز تلك. مع أن المرأة اكتسبت شعبية وصيتاً لمهارتها في تقديم خبز التنور. الذي كانت له رعاية وحظوة وربما امتياز. وفي وقت لاحق جاء إلى عنيزة رجل من أهل المدينة المنورة، وفتح دكاناً حوّله إلى فرن يقدّم منه خبزاً حاراً كل صباح ومساء، وظن الناس - ومنهم الشعراء - أنهم وصلوا إلى مرحلة من مراحل التمدّن. وأحفظ أبياتاً نبطية قيلت في الفران الأول في مدينة عنيزة. ولا أرى داعياً لسردها. لكنني لو أعرف ذاك الفرّان.. أو ذريّته لساعدته في أن يدخل اسمه ضمن أوليات المشروعات.. المُتمدّنة..! لاحظوا أن الغربيين أطلقوا على الوجبات السريعة «جنك فود»، أي السّقط أو التافه أو الخردة. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :