كنا فوارس ميدان العلوم الطبية - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 7/13/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أشعر في بعض الأحيان بالخيبة أو الإحباط والتثبيط، عندما أقرأ أن مفردات الطب وعلم العلل والأمراض انتقلت – طائرة – من تعاملنا وأوراقنا ومعاجمنا ومحاضراتنا وكل أدبياتنا إلى اللغة الإنجليزية، رغم أننا كنا فوارس ميدانها. فالرازي اشتهر في الطب والكيمياء وجمع بينهما وبلغت مؤلفاته الطبية (56) كتابًا. أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي هو فخر الجراحة العربية، وابن سينا وكتابه الطبي الشهير "القانون"، وابن النفيس وكتابه في الرمد. حديثي هنا هو عن التبادل اليومي للحديث المهني الطبي، ولا دخل للتطبيقات. فلو كنتُ عضواً في المجمعات اللغوية العربية لاقترحتُ اسماً أو اختصاراً لمرض «الإيدز» وسميته «مُنمّم» وهي الحروف الأولى للجملة الطويلة «مرض نقص المناعة المكتسبة». فقد نقل الغرب عنا علوماً لم يكن يعرف عنها شيئاً، وأبقى اسمها عربياً، وكأنه - أي الغرب - لا يريد أن يهضمنا حقنا. وبدا لي أن كلمة «إيدز» والبعض يقول «إيْدِيسْ» والمختصر AIDS، والمصطلح: AQUIRED IMMUNE DEFICIENCY SYNDROME. صحيح أن الجملة طويلة، واختصرها أهل الطب في الغرب بأخذ أول حرف من كل كلمة. وفي سورية مجمع لغة عربية يكتسب مكانة محترمة بكثرة تعريبه للمصطلحات. وكذا فإن كلية الطب بجامعة دمشق تقوم بتدريس الطب باللغة العربية. وأظن أن سرعة إيقاع العصر ستغرقنا مختصرات ومصطلحات طبية وتشريحية وغير ذلك. ولن يتعلم الطالب العربي غيرها. دليلي على إمكانية إحلال اللغة العربية في الطب وغيره من علوم العصر أن الطبيب السوري لا يقل عن غيره من الأطباء العرب، خصوصاً في طب الفم والأسنان. أمراض قديمة/ جديدة عرفناها بالعربية فقط مثل مرض «ذات الجنب» وذات الرئة والمغص الكلوي والمصران الأعور والشقيقة، صداع مؤخرة الرأس والمياه الزرقاء في العين والمياه البيضاء وعرق النّسا. وهكذا. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :