الخوف : الحلقة الثانية بقلم الدكتور / ضيف الله مهدي

  • 6/8/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أنواع الخوف ذكر القرآن الكريم بعض مخاوف الإنسان الهامة مثل : 1ـ الخوف من الله سبحانه وتعالى . 2ـ الخوف من الموت . 3ـ الخوف من الفقر . 4ـ الخوف من الحيوانات المفترسة ، والخوف من الأمراض الوبائية والمعدية ،ويندرج الخوف من الحيوانات والأمراض تحت الخوف من الموت . هذه المخاوف طبيعية . وهناك مخاوف مرضية وتحتاج إلى علاج نفسي . أما الخوف من الله فهو خوف هام في حياة المؤمن ، فهو يدفعه دائما إلى تقوى الله واسترضائه ، وإتباع منهجه ، وترك ما نهى عنه ، وفعل ما أمر به ، ويعتبر الخوف من الله ركنا في الإيمان به ، وأساسا هاما في تكوين شخصية المؤمن . ويقول الله سبحانه : ( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ). سورة الزمر ( 13 ) ذكر العلامة ابن كثير رحمه الله في المجلد الرابع من تفسيره للقرآن العظيم في تفسيره هذه الآية أن الله تعالى يقول : قل يا محمد وأنت رسول الله ( إنّي أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) . وهو يوم القيامة وهذا شرط ومعناه التعريض بغيره بطريق الأولى والأخرى . قال تعالى : ( إنّا نخاف من ربّنا يوما عبوسا قمطريرا ). الإنسان : 10 . ومن أنواع الخوف الشائعة بين الناس الخوف من الموت ، فكل الحيوانات تخاف من الموت لأن حب الحياة غريزة ولولا حب الحياة المغروز في الإنسان والحيوان لما توقى الإنسان أثناء سيره وأختار الطرق السليمة وأكل الأكل النظيف وشرب الماء الصحي وكذلك لو أمسكت بإحدى الحشرات الصغيرة وحاولت أن تميتها لقاومت بكل ما أوتيت من قوة . وعند الإنسان مرتبط الخوف من الموت بالخوف من الله .. لكن مهما هربنا من الموت فهو حتما سيقابلنا في يوم ما . يقول الله سبحانه وتعالى: ( قل إن الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ). سورة الجمعة( 8 ). والإيمان الصادق بالله سبحانه وتعالى يؤدي إلى التخلص من الخوف من الموت .. أما الخوف من الفقر فهو من المخاوف الشائعة بين الناس . والإنسان دائم السعي في حياته لكسب رزقه وقوته وقوت عياله ،لكي يهيء لنفسه ولأسرته أسباب الحياة الآمنة . والإيمان بالله يقضي على الخوف من الفقر . يقول الله تبارك وتعالى : ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ). سورة الذاريات : 58 . ذكر محمد علي الصابوني في صفوة التفاسير جزء الذاريات للآية السابقة ” أي أنه جلّ وعلا هو الرزاق ، المتكفل بأرزاق العباد وحاجاتهم ، أتى باسم الجلالة الظاهر للتفخيم والتعظيم ، وأكدّ الجملة بإنّ والضمير المنفصل لقطع أوهام الخلق في أمور الرزق ، وليقوي اعتمادهم على الله . ويقول الله تعالى أيضا : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ). سورة الذاريات ( 22) . وبذلك يصبح الخوف الحقيقي الذي يشعر به المؤمن هو الخوف من الله . لماذا ؟ لأن إيمانه بالله لا يجعله يخاف الموت أو الفقر أو الناس أو أي شيء آخر في العالم ، وإنما يخاف فقط من غضب الله وسخطه وعذابه ،ويؤدي الخوف من الله وظيفة هامة ومفيدة في حياة المؤمن إذ يجنبه ارتكاب المعاصي ، فيقيه بذلك من غضب الله وعذابه ،ويحثه على أداء العبادات والقيام بالأعمال الصالحة ابتغاء مرضات الله ، فالخوف من الله في نهاية الأم يؤدي الى تحقيق الأمن النفسي إذ يغمر المؤمن شعور الرجاء في عفو الله ورضوانه . قال تعالى ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ). سورة فصلت ( 30 ) والخوف العادي غريزة ، وهو حالة يحسها كل إنسان في حياته العادية حين يخاف مما يخيف فعلا ، مثل حيوان مفترس حين يشعر باقترابه ينفعل ويخاف ويقلق ، ويسلك سلوكا ضروريا للمحافظة على الحياة والسلوك هو ( الهروب ، أو المقاومة واستخدام السلاح ) . فالخوف العادي إذن هو خوف حقيقي من خطر حقيقي . ولكن الخوف يصبح مرضا ويسمى الخوف المرضي Phobia وهو خوف مرضي دائم من وضع أو موضوع ( شخص أو شيء ، أو موقف ، أو فعل أو مكان ) غير مخيف بطبيعته ، ولا يستند إلى أساس واقعي ، ولا يمكن ضبطه أو التخلص منه أو السيطرة عليه ، ويعرف المريض أنه غير منطقي ، ورغم هذا فإن هذا الخوف يتملكه ويحكم سلوكه ، ويصاحبه القلق والعصابية والسلوك القهري وقد يكون لا يخيف في العادة ما يخافه الفرد ، إذن فهو خوف شاذ ودائم ومتكرر ومتضخم مما لا يخيف في العادة ، ولا يعرف المريض له سببا . وقد يكون الخواف عاما غير محدد ، وهميا أو غير حسي.

مشاركة :