الموهوبون :الحلقة الثانية بقلم الدكتور/ ضيف الله مهدي

  • 6/4/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

طـرق الكشف عن الموهوبين الطالب المتفوق دراسيا إذا ظهرت لديه استعدادات للابتكار والإبداع والتوصل إلى حلول وأفكار جديدة للمشكلات التي تعرض عليه لا تتفق مع مستوى عمره سمي ( مبتكرا ) والابتكار يختلف عن الذكاء حيث أنه ليس من الضروري أن يكون الفرد على درجة عالية من الذكاء لكي يكون مبتكرا . ويمكن أن يكون الابتكار كما يراه ( كاتل ) سمة من سمات الشخصية الدينامية تتصف بالجرأة في مواجهة المواقف الغامضة والمعقدة والاستجابة لها باستجابات جديدة وأصيلة . كما أن الابتكار يختلف عن الذكاء لأن دور الوراثة أقل كثيرا من دور البيئة فيه ، حيث تزداد أهمية البيئة في عملية الابتكار ونموه . أما القدرات الخاصة فقد ترتبط بالذكاء العام أو لا ترتبط به ، فقد يكون الطالب متفوقا ومتميزا في بعض المهارات العقلية أو الفنية مثل الأدب والفن والرياضيات والمكانيكا ويكون في ذات الوقت متفوقا دراسيا ، كما يمكن أن يكون هناك تداخل بين هذه الجوانب ، فقد يكون الطالب مبتكرا ويمتلك قدرة أو موهبة خاصة وفي الوقت نفسه ذكاؤه على قدر عال من الذكاء عندئذ يطلق عليه عبقريا ويتميز بدرجة عالية من الذكاء ويتسم تفكيره بالابتكار ويتميز أيضا ببعض القدرات والمهارات الخاصة ويكون أداؤه على درجة عالية من الدقة . والموهبـة نتاج مشترك بين البيئة والوراثة حيث يرث الفرد استعدادات وإمكانيات وقدرات كامنة قابلة للنمو تلعب الظروف البيئية دورها في تنميتها وصقلها بالتدريب والممارسة ، أو في إخفائها وعدم ظهورها . فموهبة التفوق تنمو تدريجيا من الصف الأول الابتدائي إلى الصف الرابع ، ولذلك يفضل أن يتم الكشف عنها في تلك المرحلة مع ملاحظة أن هناك من الطلاب من يظهر نبوغه وتنكشف مواهبه في سن متأخرة ، وإذا لم يتم رعاية هذا النبوغ عند اكتشافه أو لم يتم اكتشافه أصلا فإنه يتوقف أو يتناقض تدريجيا بسبب عدم ملاءمة المواقف التربوية لتنمية التفكير الابتكاري وعدم إتاحة فرص التعبير عن الأفكار الأصيلة . ويتميز الطالب المتفوق الموهوب بتقدم نموه العقلي على عمره الزمني ، بحيث يتفوق على أقرانه ممن هم في عمره ، سواء كان ذلك في مستوى التفكير أو في استخدامه للغة ، أو في قدرته على التذكر أو في إدراكه للعلاقات ، أو في فهمه للمواقف أو في سرعة تعلمه وتقدمه الدراسي مما يجعل البرامج المدرسية العادية غير مناسبة له من الناحيتين الكمية والكيفية . وليس صحيحا أن الطالب الموهوب يكشف عن نفسه بما يظهره من استعدادات وقدرات في العمل المدرسي . فقد تظل القدرات والمواهب كامنة بسبب الإهمال والحرمان من جانب البيت والمدرسة والمجتمع ، وقد تؤدي الظروف الأسرية السيئة بطالب ما إلى نقصان دافعيته وطموحاته وأهدافه ، وتعرضه للاضطرابات النفسية التي تجعل الظروف غير مواتية لتفوقه الدراسي . كما أن نظام الاختبارات التقليدية تقيس القدرة على الحفظ والاستيعاب ، وهو جانب واحد فقط من النشاط العقلي ، لذا تفضل الاستعانة باختبارات الذكاء للكشف عن الموهوبين ، كاختباري ( وكسلر وبينيه ) للذكاء ، مع ملاحظة أن مثل هذه الاختبارات لا تظهر إلا جزءا يسيرا من القدرات والاستعدادات المرتبطة بالموهبة . لذا تتم الاستعانة أيضا بمقياس الابتكار ـ على أساس أن هناك من الطلاب من يتفوق بالتفكير الإبداعي ولا يتفوق في التحصيل الدراسي ـ مثل اختبارات ( جليفورد ،وتورانس ) التي تقيس الإحساس بالمشكلات والأصالة والطلاقة والمثابرة والمرونة . وفي حالة توافر مثل هذه الاختبارات والمقاييس تتم الاستعانة بتقديرات المعلمين التي تتوافر حول طالب معين حيث تعطي مؤشرا لتفوق ونبوغ هذا الطالب.

مشاركة :