منذ صدور قرار حق المرأة السعودية في الترشح والتصويت، وأنا أشعر أن هناك قوة خفية تعمل ضد القرار، وأن الإجراءات والتنظيم الذي تأخر الإعلان عنه ونشره، والتخبط في معرفة قدرة هذا الاستحقاق ( الترشح والانتخابات ) على محو وإزالة كل بقايا التمييز ضد المرأة، سيقف ضد المرأة؛ لأن قانون الانتخابات لابد أن يكون عاماً ومتساوياً ومحايداً وعادلاً ويقف من الجميع على نفس المسافة دون تفرقة أو تمييز. للأسف منذ التأخر في اعلان التنظيم ووضع الجدول الزمني الذي جاء ضد المرأة، واللجان المشرفة التي اشترطت تخصص عضوات اللجان ومن قطاع التعليم، الذي ربى منسوباته على الطاعة العمياء، فكان أداؤهن على نفس النمط الذي لا يعرف غير السير على الخطوط المرسومة بدقة حتى لو اصطدم بجدار هلامية لكنها قادرة على إحداث إصابات بليغة كما حدث خلال قيد الناخبات، بينما المجتمع يذخر بالكفاءات الشابة العاطلة عن العمل والتي أثبتت قدرتها وكفاءتها في الأزمات التي تعرضت لها المدن خلال السيول، عملوا – شباباً وشابات - بجد ومثابرة دون انتظار لمقابل مادي أو معنوى، لكن لجنة الانتخابات البلدية لم تضع في اعتبارها مكافأة هؤلاء - الشباب والشابات - بالقيام بمهمة قيد الناخبين، وتحفيز المجتمع وتوعيته للتسجيل في القيد، بينما شعر الشباب والشابات بالإحباط على رأي ( في حزنكم مدعية وفي فرحكم منسية ) ..واجهت النساء مختلف العقبات من عقليات لا تعرف كيف تسير الأمور بكفاءة وفعالية، فحرمت نساء كثيرات من حق التصويت أمام الشروط المجحفة وعدم أهلية بعض لجان التسجيل، كل هذا قد مضى لكن جرح المعاناة ومشاعر الضعف التي أصابت كثيراً من النساء اللاتي لم يستطعن اثبات السكن لأنهن إما مطلقات أو منفصلات أو متزوجات من غير سعودي، أو أنها تعيش مع أهلها وليست في بطاقة العائلة كعائدة من السفر مع زوجها وتسكن مع أهلها أو أهله، كل هذا مضى وبقي لنا أمل فوز المرشحات بمقاعد في المجالس البلدية رغم الشروط المجحفة التي وضعت لتعقيد المرشحين والتهديدات بالعقوبات كل هذا أيضاً مضى لكن كالحزن يترك جراحاً في القلب والنفس والذاكرة لكنه يمضى على كل حال، وأعقبه التصريح الأخير لرئيس لجنة الانتخابات البلدية م/ جديع القحطاني بمعاقبة المرشحة التي تختلط بالرجال بمبلغ « 10000» ريال، - حتى كتابة المقال لم أقرأ نفياً - لا يفتح جراحا فقط بل يضعه في مرمى الاتهام بالقذف والسب لنساء الوطن اللاتي قُبلن كمرشحات ثم يطعن في أخلاقهن ، ماذا يعنى اختلاط المرشحات بالرجال؟ هل هذه المرأة التي نعطيها صوتنا وقبلت لجنة الانتخابات لتنوب عنا لا نثق في سلوكها فنخشى عليها من السقوط والزلل اذا اختلطت بالرجال؟ كيف إذن نبتعث بناتنا للدراسة في جامعات مختلطة بينما لا نثق في نساء تخطين 25 سنة في الاختلاط بالناخبين ؟!، كيف اذاً ستفوز المرأة؟!.. أخبرنا د/ جديع من فضلك هل بأصوات النساء التي تعد على أصابع اليد الواحدة في كل مركز انتخابي نتيجة تنظيمكم الذي لم يكن موفقاً، أم تستخدم مرسالاً كما كانت النساء تفعل زمان في مكة المكرمة، عندما تريد المرأة شيئا من جيرانها أو تريد إعلامهم بشيء ترسل الابن الأصغر يقول لهم ( امي تسلم عليكم وتقول لكم...) إذن تريد من المرشحات القيام بنفس الشئ أسهل، لأن اختلاطها بوكيل أجنبي لا يجوز، ولا يمكن أن يكون زوجها هو المرسول، فإذن الأولاد الذكور أعتقد هم أولى بالقيام بهذه المهمة ( أمي تسلم عليكم وتقول لكم انتخبوها ) ويمكن يترجاهم ويذرف دمعتين ( الله يخليكم ويدخلكم الجنة) ،عندما تصل المرشحة الى مرحلة اليأس وتجد الأبواب مغلقة في وجهها وأن ما أنفقته من جهد ومال وآمال أصبح هشيما مكوماً أمام عينيها نتيجة عدم الفهم الذي يبدو أنه ناخر في لجنة الانتخابات من ساسها لراسها..فكأنك يازيد ماغزيت! nabilamahjoob@yahoo.com nabilamahjoob@yahoo.com
مشاركة :