بينما استقطعت لجنة الانتخابات من الزمن ماطاب لها واستطاب، ضيقت على المرشحين والمرشحات الزمن فحصرتهم في 9 أيام هي المدة من إعلان النتائج الأحد 17 صفر 1437هـ / 29 نوفمبر 2015 الى يوم الصمت الانتخابي الخميس 28 صفر/ 10 ديسمبر! منذ قرار مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية 25سبتمبر 2011م حتى الآن، تم التمديد للمجالس البلدية السابقة، لتنهي لجنة الانتخابات استعداداتها للانتخابات الحالية، نامت وقامت، تمطت وتثاءبت، ونحن ننتظر اعلان نتائج دراساتها وأنظمتها ولوائحها والخطط التي أعدتها لدعم قرار مشاركة المرأة، ففوجئنا بالارتباك ليس فقط في القرارات بل في الاجراءات والمواعيد، فبدأت موعد قيد الناخبين مع عودة المدارس بعد الإجازة الصيفية، واختصرت المدة الزمنية في 3 أسابيع مع أنها التجربة الأولى للمرأة السعودية، الا أنها لم تضع في اعتبارها هذه الاشكالية حيث أخفقت الكثيرات في معرفة دوائرهن الانتخابية لأن اللجان وضعت الكتيبات التوضيحية في المراكز الانتخابية، بالاضافة الى الشروط وتعريف العمدة والوقت الضائع في البحث عنه وهو ليس ذا صفة رسمية لأنه يتبع وزارة الداخلية، والانتخابات من اختصاص وزارة البلدية هذه المعلومة نبهتني لها إحدى المحاميات في الندوة الثقافية حول الانتخابات، في الصالون الثقافي بأدبي جدة، وكان الأولى الاستعانة بوزارة الداخلية لاعتماد بطاقة الهوية الشخصية للمرأة بدلاً من تلك المهازل والمواقف التي تعرضت لها النساء في مراكز قيد الناخبات. لكن التجربة مرت بمرها وانتقلنا الآن للمربع قبل الأخير، وهو الحملات الانتخابية، تسعة أيام فقط لإعداد برامجهم الانتخابية، وما يقتضيه الحال من ملصقات ومساحات اعلانية على القنوات التلفزيونية والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تحتاج الى وقت وجهد بشرى فني وتقني مبدع ومتميز. ربما هناك من يقول هل ينتظر المرشح ظهور قوائم المرشحين حتى يبدأ في الاستعداد، أقول أجل بكل تأكيد بعد استبعاد عدد من المرشحات في اللحظات الأخيرة دون إبداء الأسباب، ربما استبعد مرشحون أيضاً! هناك من يظن وأنا كنت من هؤلاء الظانين ظن السوء، بأن المرشحين لديهم فترة زمنية كافية منذ استلام أوراق ترشحهم وإعلان قائمة المرشحين، وأن فكرة المستبعدين كانت مستبعدة تماما من ظنوننا وأفكارنا الخبيثة التي لم تدرك المصلحة العامة التي دفعت لجنة الانتخابات الموقرة «لتصمت دهراً وتنطق كفراً». العبارة السابقة مثل شعبي عندما يأتي القول صادماً للمستمعين بعد صمت طويل يحتمل قولاً مفيدا أو حكيماً يعني ليس بمعنى كفر التكفيريين، ولكن صدمة المستبعدين! الفطنة والحذر تستدعي منهم أن يكونوا مستعدين لأن أمامهم فترة (9) أيام فقط للإعلان عن أنفسهم وعرض برامجهم الانتخابية والانتشار بشكل مدروس وفعال عبر الإعلام بكافة أشكاله، ولكن لم يكن يخطر في البال ولا على الخاطر أن اللجنة ستستبعد بعض الأسماء قبل الانتخابات بأيام ومع ظهور قائمة المرشحين/تظهر استبعاد عدد من بعض المناطق دون إبداء الأسباب. هل سيتم تعويض هؤلاء المستبعدين مادياً ومعنوياً بعد أن تكلفوا ما يطيقون وما لا يطيقون من تعسف الشروط والعقوبات والانفاق على طباعة الملصقات والدعايات، بالاضافة الى مواجهة أبنائهم وأقربائهم وأصدقائهم؟ صحيح هناك شرط في اللائحة بعدم الاعلان إلا بعد نشر قائمة المرشحين/ ت، لكن هذا يقتصر على الدعاية والاعلانات العامة ولا يقتصر على المحيط الأسرى والاجتماعي، لأن ذلك لا يتعارض مع الشروط ولا يستحق العقوبة طالما أنه لم ينشر في وسيلة اعلامية أو في ملصق إعلاني بأي صورة. حتى الناخب ليس لديه فرصة كافية للتعرف على المرشحين في دائرته، كنت أتمنى أن تكون تجربة مشاركة المرأة مفرحة وميسرة لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه وليت لجنة الانتخابات تكمل شطر البيت بمعرفتها! nabilamahjoob@yahoo.com nabilamahjoob@yahoo.com
مشاركة :