إن تزكية النفس وتبرئتها دائما من الأخطاء – لهو أمر ينبغي التوقف عنده مليا ، فهو منعطف حاد ومسلك خطير ،حيث أن مقارفة الخطأ والإصرار عليه يعد مجلبة للنزاعات، دافعا للخصومات ،هادما للعلاقات. من منا لا يخلو من الوقوع في الزلل! من منا معصوم من الخطأ ! أنَّى لنا العصمة والنفس أمّارة بالسوء إلا من رحم ربي .. لو كنا كذلك لما كانت هناك نفس لوّامة أقسم بها الله عزوجل { … وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}(١) وخاصة أن النفس توظف في الحق وقد توظف في الباطل . إن الذين يبرئون أنفسهم من الزلل ويزكونها على الدوام ، هؤلا ينفون عن أنفسهم النقائص ويدّعون الكماليات ويسبغون على أنفسهم ثوب المثالية أوما علم أولئك أن كل بني آدم خطّاء ! عن أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ.(٢) أوما علم أولئك أن الله إذا أراد تزكيتهم فلا راد لفضله { بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ }(٣) إن فضيلة الاعتراف بالخطأ خلق كريم وأدب جم يدل على الثقة بالنفس وقوة الإرادة ، لايدركها إلا من اعترف بخطئه وعالج هذا الخطأ. لابد أن نروّض أنفسنا على الاعتراف بالخطأ للتخلص من سوء عاقبته ولكي نكبر في نظر أنفسنا ونحظى بالمصداقية التامة ، وندرأ عن أنفسنا سوء الظن ونربأ بها عن مواطن الشبهات حتى نصعد سلالم النجاح ونترفع عن سفاسف الأمور . اللهم آتِ نفسي تقواها وزكِّها أنت خير من زكاها . 📝 زهراء سعودي حُمِّدي ———————— ١- سورة القيامة آية ( ٢) ٢- أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ مَاجَهْ، وسَنَدُهُ قَوِيٌّ. ٣- سورة النساء آية ( ٤٩ )
مشاركة :