نبض الحدث - بقلم - زهراء حمدي: قال تعالى { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ } (١) الكلمة لها قوة لا يستهان بها ، فبعضها طيب وبعضها خبيث ، فبكلمة نخسر شخصاً وبأخرى نكسب قلباً .. فهي تذكرة سفر للوصول إلى القلب أو نفور الود ، فبالكلمة يتحدد مصير شخص هذا بريء وهذا متهم ، وبكلمة يُشْهد زور وبكلمة تُخْفَى حقيقة ، فالكلمة تترك بصمة في القلب قد لا يمحوها الزمن . ومما لاشك فيه أن الدفء يتجذر في الكلمة الطيبة فينبع منها الحنان ويتمحور حولها الأمن فبها ترفع مظلة الأمان فتفوح منها رائحة الخلق الكريم وبذلك ليس عليها رسوم وذلك رضوان من الله فهي أكبر فالقلب يطرب لها قبل السمع ، وينشرح لها قبل الخاطر ، تقي من حَمَارّة القيظ وصبارة البرد ، بها يُلْبس الظل ويُفْترش الزهر . وبالكلمة الطيبة يُسمع دبيب الحب في القلب والغناء في السمع ، فالكلمة الطيبة سمع الأرض وبصرها. قد يزرع الله تحت كلمتك بساتين في نفوس البائسين وبها يقيك الله الضر والبأس لأن مردودها عليك جميل وأثرها فيك نبيل . فالكلمة الطيبة تنتشل متلقيها من سراديب الأحزان فتنجيه من هزائمه تقيه شظايا المتاهات ، فهي صدقة تمتد آثارها إلى جذور عميقة ذات صلة قوية بمنهج الله ، حيث مُثِّلت في كتاب الله بالشجرة الطيبة . ولنعلم أننا اذا ملكنا الكلمة الطيبة ملكنا كل شيء فهي أكبر قوة مؤثرة في النفس ، مهدئة للأعصاب ، فهي بلسم للمجروح وطمأنينة للمفجوع وتهدئة للموجوع . وفي المقابل فإن بعض الكلمات حادة حيث تسبب نزيفاً حادا في النفس بل وفي القلب فهي أنفذ من وخز الإبرة وأشد من لذع الجمرة ، فالكلمة السامة تخلق فينا دمعة لا نستطيع إرسالها وزفرة لا يمكننا تصعيدها ، بها يتشتت شمل بشر وتلتئم بها عداوات وتنتهي بسببها علاقات فكم من أبواب أغلقت وكم من أحباب تفرقوا بسبب الكلمات السامة . فضلاً ، ارتق بنفسك من مستوى الكلمة الخبيثة إلى مستوىً عالٍ بالكلمة الطيبة، فقوّتك في كلمتك فهي قيمك الأخلاقية ونتاج تربيتك الحياتية . قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم»[٢]. تذكر … أن الكلمة معول هدم أو بناء صرح فإن كنت عاجزا عن البناء فلا تشتغل بالهدم و الكلمة الطيبة قُبلة حانية . ————— ( ١) سورة فاطر الآية(١٠) (٢) متفقٌ عليهِ. ——— 📝 زهراء سعودي حُمِّدي
مشاركة :