قصص مليئة بالتناقضات بين رفّ الكتب | | صحيفة العرب

  • 6/28/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في المجموعة الجديدة "شوكولاته سودا" التي يمزج عنوانها حلو الحياة بمرها وبهجتها وبإخفاقاتها تعود إلينا الكاتبة المصرية أمل رضوان بسردها العذب الأصيل الذي تضفر فيه العامية مع الفصحى بمهارة وتكمل الرؤية الذكية لطفلة "البيت الأولاني". لعل عملها في مجال الترجمة الفورية وتنقلها عبر القارات قد أفادها في نقل الحياة العريضة للأدب بتلقائية الكشف والدهشة والمفارقة، فنسخت كتابتها تشابه البشر – أينما كانوا – في مكرهم وطيبتهم وغرورهم وقلة حيلتهم. كما نجحت بفطنة في إبراز مأساة المرأة التي دون ادعاءات نسوية أو استدرار شفقة وأيضا دون تجاهل مآسي الرجل المتراكمة. في مجموعة "شوكولاته سودا" قصص مليئة بالقسوة والحنية والأسى والفقد والفرح والأمل وخيبة الأمل والإخفاق والسخرية، وتنساب كلها برفق وتمكن لتنسج شعاعا على المُتجاهل والمنسي وهو يتسرب نحونا وفينا ببطء لعلنا نعيد التفكير. الفضول سر العبقرية كتاب "لصوص النار" من تأليف عبدالرحمن أسامة سفر مبني على فرضية بسيطة تؤكد أنه من دون فضول لا يمكن أن توجد عبقرية. من دون الفضول، ذلك النار المقدسة التي تضيء ممرات وأقبية المعرفة، سيظل المرء يتخبط في بحر من الظلمات، ولا يهم حينها ذكاء المرء أو نبوغه، أما الإبداع أو الجهد فيصيران لونا من ألوان العبودية يوظفهما المرء لينير درب غيره، ولن يعرف المرء اهتماما أو شغفا أصيلا. مهمة جزء كبير من الكتّاب إظهار الترابط الوثيق بين الفضول والعبقرية، بل إنهما يتشاركان تاريخا، فمنذ أيام الفيلسوف اليوناني سقراط حتى أواخر عصر النهضة، نجد أن العبقرية حيثما وجدت كانت إلهاما نابعا من الفضول. ويظهر جليا الاقتباس من أسطورة بروميثيوس الذي سرق النار من آلهة الأولمب وأهداها للبشر لأنه يحبهم. مروحة يد صينية "عين الحمام" هي الرواية الأولى للإعلامي التونسي ماهر عبدالرحمن، وقد كتب كلمة الغلاف الروائي شكري المبخوت، الذي يعتبر أن حكاياتها متوازية. وقال المبخوت “تجري وقائعُها بين عالمين فتتباعد في المكان والأجواء ثمّ تتقارب إذ ينسج الراوي خيوطها ليكشف التواريخ السرّيّة للشخصيّات التي تتحرّك هنا أو هناك كلّما تقدّم السرد”. ويشبه المبخوت الرواية بمروحة يد إسبانيّة (أو صينيّة) بما تتميز به من النقوش والرقوش والتصاوير ومختلف ضروب الوشي والتزويق. وإذ يحرّك الراوي ورقات المروحة، في تأنّ وإحكام فاصلا بين حكاياتها الجزئيّة واصلا بينها لبناء عالم ثريّ متنوّع، نرى صورا من معاناة أبناء تونس الأعماق والعائدين إليها من مهاجرهم. صدرت الرواية عن دار مسكلياني للنشر والتوزيع وستكون في كل المكتبات التونسية في نهاية شهر يونيو الحالي.

مشاركة :