إدارة الوقت - د.م. عصام أمان الله بخاري

  • 7/10/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نبدأ اليوم بقصة الممرض (ماثيو أوريلي) والذي عمل لسبع سنوات عايش خلالها الكثير من حالات الوفاة وكان دائماً يحرص على عدم إبلاغ المصابين بأن وفاتهم قد اقتربت مخافة أن لا ينهوا حياتهم بمشاعر جزع.. وفي أحد الأيام جاء للمستشفى قائد دراجة تعرض لإصابات بليغة نتيجة حادث مروري،، وأدرك الممرض ماثيو أن الرجل ميت وليس بمقدوره عمل شيء.. وفوجي الممرض بالمصاب ينظر إليه ويسأل: "سأموت عما قريب،، أليس كذلك؟". وأومأ الممرض برأسه إيجاباً ليفاجأ بذلك المصاب وفي عينيه علامات الرضا ليضطجع المصاب بعدها على يمينه منتظراً لحظة الوداع.. هذا الموقف غير من قناعات (ماثيو) والذي قرر أن يكون صادقاً مع الآخرين بشأن قرب ساعة الموت. وحسب ما يرويه فالناس تنقسم لثلاث مجموعات عند إبلاغها بأن الموت آزف: 1) مجموعة تتطلع للعفو والمغفرة عما ارتكبوه من أخطاء بحق الآخرين، 2) مجموعة تتمنى أن تطمئن لأنهم سيظلون في وجدان من يحبونهم وسيذكرونهم بعد موتهم، 3) مجموعة تتحسر وتتساءل هل قدمت شيئاً أو تركت بصمة في هذه الحياة؟ هذا قد يقودنا للحديث عن أهمية استغلال أعمارنا وكل لحظة فيها. وأنصح بتطبيق التجربة التي أجراها (سيزار كوري ياما) بتسجيل مقطع فيديو يومي مدته ثانية واحدة عن حياته. بدأ هذه التجربة في سن الثلاثين وبعد سنة وجد أمامه مقطعاً من ست دقائق يختصر حياته في ذلك العام ويمكن مشاهدته بالبحث (1 second every day- Age 30). يقول سيزار إنه بدأ يهتم بعمل الأشياء الجديدة والممتعة لتوثيق ثانية واحدة مميزة يومياً. وبعد تطبيق التجربة اكتشف كيف أنه كان يقضي حياة رتيبة تقتلها الروتينية. ويحلم سيزار بمواصلة هذه التجربة حتى يصل لسن الثمانين ليعد فيلماً مدته خمس ساعات يختصر حياته خلال الخمسين عاماً التي سيعيشها إن قدر له ذلك.. ويذكرنا هذا بكلمات (ستيف جوبز) والذي كان ينظر للمرآة كل صباح سائلاً نفسه: "لو كان اليوم آخر يوم في عمري فهل سأفعل ما أنا أنوي فعله اليوم؟"، وعندما كان يجد أن الإجابة (لا) تتكرر لعدة أيام متواصلة فيعلم أنه لا بد من تغيير شيء ما... ويطرح (جون كيم) في كتابه (حياة لا يحكمها الوقت) عدداً من النصائح لمن يشتكون من الانشغال الدائم وصعوبة إدارة الوقت،، ومنها: - إدارة الوقت تعني بكلمة أخرى إدارة عمر كل واحد منا. - لا بد أن نعرف فيم نقضي أوقاتنا وما الذي يستهلك أوقاتنا كل يوم. - هنالك قيمة كبيرة للموت ومعرفة أن هنالك حتماً نهاية لأعمارنا. - اعرف ما هي الأعمال التي تجعلك تشعر بالسعادة واعمل لها تصنيفاً. - ليس المهم الاجتهاد فحسب بل أين وفيما يكون الجد والاجتهاد.. - لا تتعذر بكلمة "لو كان هنالك وقت أطول!" بل استغل الوقت المتاح بأفضل شكل ممكن. - لبدء حياة جديدة لا بد من التخلي عما يستهلك وقتك فيما لا فائدة منه. - ليكن حلمك كبيراً ولتحقيقه أنجز المهام الصغيرة خطوة خطوة لتصل لغايتك. - لتغيير مسار حياتك لا بد من أن تحاول البدء بتنفيذ أشياء جديدة. وباختصار، فما أجمل أن يكون المرء مستعداً ومشتاقاً للقاء الله في كل لحظة.. وتذكر دوماً أن اليوم هو الأول في عمرك المتبقي.

مشاركة :