لندن - كشف تقرير حديث صادر عن لجنة المقاييس الاجتماعية في بريطانيا عن وجود 14.4 مليون بريطاني يعيشون في حالة فقر، بينهم 4.5 مليون من الأطفال، وهو أعلى مستوى منذ عامين. وتأثرت الأقليات العرقية في بريطانيا بالفعل بشكل كبير بالعواقب الصحية والاقتصادية التي خلّفها وباء كورونا المستجد. وأظهر التقرير أن ما يقرب من نصف الأسر من أصحاب البشرة السوداء والأقليات العرقية في المملكة المتحدة يعيشون ظروفا قاسية، وغالبا ما يعانون ضعف ظروف الفقر مقارنة بالبيوت البيضاء. وأشار إلى أن 46 في المئة من العائلات ذوي البشرة السمراء تعاني الفقر، مقابل 19 في المئة فقط من العائلات البيضاء. وخلصت اللجنة إلى نتائجها بعد مسح بيانات نحو 80 ألف شخص بالغ، في الفترة ما بين 25 مارس و18 مايو الماضيين، تبين خلالها أن عائلات الأقليات تعاني “الفقر المستمر” ضعفين إلى ثلاثة أضعاف نظيرتها البيضاء. وأوضحت أن عشرة في المئة من البالغين من الأقليات عاطلون عن العمل، مقارنة بنحو 4 في المئة فقط من البالغين البيض. ويعاني 65 في المئة من الأشخاص، الذين يعيشون في فقر مدقع قبل الوباء، من انعدام الدخل أو فقدان الوظائف بشكل كلي. كما لعبت العمالة غير المستقرة دورها أيضا، حيث أن 68 في المئة من البالغين في سن العمل، أي واحد على الأقل في كل أسرة يعمل بدوام جزئي. ويعيش أكثر من عشرة في المئة من المتقاعدين في حالة فقر أيضا، حيث يمثل خط الفقر في المملكة المتحدة 60 في المئة من متوسط الدخل. ولا تزال آثار سياسات التقشف ظاهرة حتى الآن من خلال وجود الكثير من الأشخاص المشردين والعائلات التي تعيش تحت خط الجوع في الشوارع. وكانت بيانات أصدرتها اللجنة في ديسمبر 2018 قد أظهرت أن 14.2 مليون شخص في المملكة المتحدة، يعيشون تحت خط الفقر من أصل إجمالي عدد السكان البالغ حوالي 66 مليون نسمة. ويعني ذلك أن 12 في المئة من سكان البلاد يكافحون للبقاء على قيد الحياة، وهذا الأمر سيكون من بين أبرز التحديات أمام رئيس الوزراء بوريس جونسون في خطته التي أعلن عنها الثلاثاء.
مشاركة :