رمضانيات × يوميات (1) | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 7/12/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

فِي رَمضَان يَكتسي كُلّ شَيء بطَابع رَوحَاني خَاص.. حتَّى اليَوميّات لَبِسَت ثَوب رَمضَان، لتَأتيكم بحَصيلة القِرَاءَات الرَّمضَانيّة، التي تُركِّز عَلَى كُتب التُّرَاث: (الأحد) المَرء ابن زَمنه، وهو يَعكس عَصره، وأي مُحاولة لتَزوير هَذه الحقيقَة؛ هي إضَاعَة للوَقت، وفي ذَلك يَقول سيّدنا «عمر بن الخطاب» -رَضي الله عَنه-: (النَّاس بأزمَانهم أَشبَه مِنهم بآبَائِهم)..! (الاثنين) دَقّات قَلب المَرء تَقول لَه: إنَّ الحيَاة دَقائِق وثَواني.. هَذا شَطْر بَيت استقَاه شَاعِر الأُمرَاء «أحمد شوقي»؛ مِن حِكْمَة للشَّاعِر الخليفَة العبّاس بن المعتز، يَقول فِيها: (أنفَاس الحَيّ خُطاه إلَى أَجله)..! (الثلاثاء) لَا أَحَد يَرضَى بِمَا قَسَم الله لَه مِن النّعمَة، وهَذه شَكوَى قَديمة قِدَم الإنسَان، ولَم يُبرِّر هَذه الظَّاهِرَة إلاَّ العَالِم «الفَضل بن الرَّبيع»، حَيثُ يَقول: (مَا أَظنُّ النّعمَة إلاَّ مَسخوطًا عَليها.. أما تَرونها أبدًا عِند غَير أهلهَا؟)..! (الأربعاء) أَسئِلَة الإنسَان لَا تَتوقَّف، خَاصَّة فِيمَا يَتعلَّق بالإيمَان والرَّوحانيّات، وأحيَانًا تَكون الإجَابَة مُبهرة، لدَرجة تَجْعلَك تَتوقَّف عِندَها طَويلاً، ومِن ذَلك أنَّ فَيلسوفًا سُئل: كَيف الله؟ قَال: (بَاطنٌ لَكنَّه لَا يخفى، وظَاهرٌ لَكنَّه لَا يُرَى)..! (الخميس) سَأَل رَجُل «الحسن البصري»: أَمُؤمن أَنْت؟ فقَال: (إنْ كُنت تُريد قَول الله تَعَالَى: «آمنَّا بالله ومَا أُنزِل إلينَا» فنَعم، وإنْ كُنت تُريد قَوله عَزَّ وجَلّ: «إنَّما المُؤمنون الذين إذا ذُكِر الله وَجِلَت قلوبهم»، فنَسأل الله أنْ نَكون مِنهم)..! (الجمعة) الإنسَان إذَا جَالَس الكُبرَاء والوُجهَاء وعلية القَوم؛ يَظهر هَذا عَلى فِكره وهَيئته ومَلبسه، فكَيف بِمَن يَقترب مِن الله؟ هَذا سُؤال أجَاب عَنه «أبوسليمان الداري»، حِين قَال: (إنَّ الرَّجُل ليَنقطع إلَى بَعض الملُوك؛ فيُرى أَثَرهم عَليه، فكَيف بمَن يَنقطَع إلَى الله تَعَالَى؟)..! (السبت) كُلّ أَمنٍ فِيهِ ابتعَاد عَن الله فهو خَوف، وكُلّ خَوفٍ مِن الله فهو أَمن، حتَّى لَو خوّفك البَشَر، وفي ذَلك يَقول «يحيى بن معاذ»: (خَوفك مِن خَلْقِ الله يُوحِش، وخَوفك مِن الله يُؤنِس)..! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :