مَازَالت الأجوَاء الرَّمضَانيّة تَفرض نَفسها عَلى سَاحة اليَوميّات، لذَلك هَا هي تَأتيكم مَرَّة أُخرَى؛ بنَفحاتٍ إيمَانيّة مِن كُتب التُّرَاث: (الأحد) أنتَ ومَا تَملك لله، مَهمَا كَانت هَذه الأملَاك، فإنَّها مِن الله وإلَى الله، وقَد انتبَه إلَى هَذا؛ الأعرَاب في بَاديتهم، حَيثُ قَال «الأصمعي» لأعرَابي مَعه غَنَم: (لِمَن هَذه؟ قَال الأعرَابي: هي لله عِندي)..! (الاثنين) النِّفَاق أنوَاع وأشكَال، لذلك يَسأل الإنسَان نَفسه: هَل أَنَا مُنافق أَم لَا؟ وهَذا السُّؤال مَشروع، لأنَّه يُعطي إجَابَة سَليمة، حَيثُ تَقول الكُتب: (قَال رَجُل لحُذيفة بن اليَمَان: أخشَى أنْ أَكون مُنافِقاً، فقَال: لَو كُنتَ مُنَافِقاً لَم تَخشَ ذَلك)..! (الثلاثاء) هُنَاك مَن يَعبد الله خَوفاً مِنه، وهُنَاك مَن يَعبده رَغبةً في جنّته، وهُنَاك مَن يَعبده طَاعةً لَه، وأخيراً هُنَاك مَن يَعبده إجلالاً وتَعظيماً، وفي ذَلك يَقول «أبوالعلاء المعرِّي»: سَأَعْبُدُ اللهَ لاَ أَرْجُو مَثَابَتَهُ لَكِنْ تَعَبُّدُ إِعْظَامٍ وَإِجْلاَلِ (الأربعاء) عِبَادة الله مَشقّة، وعَذابه مَشقّة، ولَكن أي العَذابين أَهوَن؟ يَقول الإمام «ابن ضبارة»: (الصَّبر عَلى طَاعة الله؛ أَهْوَن مِن الصَّبر عَلى عَذابِ الله)..! (الخميس) النَّاس تَخاف مِن الفَقر خَوفاً شَديداً، وتَتحزّم بكُلِّ وَسيلَة؛ حتَّى تَتّقي الوقُوع في حُفرة الإملَاق والفَقر.. هَذا الحَذَر مِن الفَقْر، جَعل الإمَام «يحيى بن معاذ» يَصيغ عِبَارته المَشهورة التي يَقول فِيها: (لَو خَاف ابن آدَم النَّار كَما يَخاف الفَقر؛ دَخَلَ الجنَّة)..! (الجمعة) تَتابُع النِّعم عَلَى الإنسَان؛ قَد يَكون مُؤشِّر تَنبيه وتَحذير وخَطَر، وفي ذَلك يَقول «أبوحازم الأعرج»: (إذَا تَتابَعَت عَليك نِعَم رَبّك وأنتَ تَعصيه، فاحذَره)..! (السبت) إنَّ الانغمَاس في اللذَّات؛ يَجعلها تَفقد قِيمتها، ومَن يَأكل العَسَل كُلّ يَوم؛ لَن يَتذوّق طَعمه، وفي ذَلك يَقول «أوسكار وايلد»: (الانصيَاع للإغرَاء هو أسرَع وسيلَة للتَّخلُّص مِنه)..! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :