أول من جاب العلْم - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 2/1/2014
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

قبل يومين مررتُ بشارع في الملز، ولاحظتُ أن سيارة المرور ببريق أضوائها توجّه العابرين نحو تحويلهم إلى الحيّ. ولاحظتُ أن سبب هذا –له مايبرره – وهو وجود حريق في نهاية الشارع، وأراد المرور كما بدا لي التقليل من التجمهر أو تخفيض سرعة السيارة أو – ربما – إيقافها من قبل الفضوليين لمشاهدة الحريق ومكانه ومدى حجمه. لكن الجمهور استجاب لتلك التحويلة ودخل الحارة ووجد أمكنة ملائمة لوقوف مركباتهم، ثم عمد إلى الحريق مشياً على الأقدام! وحدث التجمهر، وازداد وتكثّف من المواطين ومن غيرهم، ودل هذا على أن جهد المرور – وهو مشكور عليه – ذهب سدى (أي لم يمنع التجمهر وإعاقة رجال الدفاع المدني وآلياته من العمل والاستدارة بحرية، وكذا آليات إنقاذ المصابين، فهي لو وصلت متأخرة لن تجد من تُنقذه! العادة مستشرية عندنا وتنعدم عند غيرنا من بلاد الله. وعندي أن المتجمهرين يريد كل منهم أن يكون أول من "جاب العلم" وتفاصيله ليُحظى بأولوية النقل و"حقوقه" لأصحابه ممن لم يحضروا..! هذا بعض تفاسير التجمهر. وتفسير آخر قال إن الكثير من المارة ليس لديهم شيء أهم..! فهي " فرجه ببلاش" كما يُقال قديماً. وسمعتُ عن نظام يجرّم الواقفين عند الأحداث دون سبب مُبرر، ولا أدري طريقة تطبيقه لكنهُ وجد بعد تعوّد الناس على الممارسة، واستصعبت جهات الأمن والسلامة التغلّب على تلك "الخاصيّة السعودية". مرة أخرى أزعم أن المتجمهرين يريدون أن يعرفوا أكثر من"صرح متحدث في الدفاع المدني" لأن الأخير لا يذكر الموقع بالتحديد أو اسم العمارة أو العقار أو المطعم. ويكتفي بثقافة "فندق ما، في شارعٍ ما. في "شرق الرياض" مع أن صُور التراسل والتفاصيل قد سبقت " تصريح " الناطق الرسمي بساعات، والكل أخذ علماً باسم الموقع ومكانه و"وش يبيع". توجد أنواع من التجمعات في الغرب، لكنها دائماً ترتبط بالرياضة، أو بندوات أحزاب. لكن الشرطة استحدثت وسيلة لمعرفة الطارئين الذين يأتون بقصد النهب والتخريب. وحملتْ نوعاً من البنادق دقيقة التصويب التي تُطلق كبسولات أحبار يصعب إزالتها من ملابس المستهدف، وهي غير مسببة للألم، وغير جارحة. تُطلقها بدقة متناهية على من حاول كسر محل، أو رمى زجاجة حارقة، أو وضع عائقاً في طريق آليات الضبط. وينطبق ذاك على كل تجمهر قُصد منه التخريب وليس التعبير. لو استعملناها مرة أو مرتين لخاف قومنا وعلموا أن تجمهرهم سيُسجّل على ثيابهم. ثم تتعامل معهم الشرطة بالطريقة التي نص عليها نظام منع التجمهر.

مشاركة :