هل أنتم مثلي ترون أن تعطش الإنسان إلى المعلومة كان قائماً منذ القدم؟ فقديما كنا نسمع أن فلاناً "يجيب العلم" يعني أنه دقيق فيما ينقله ويعلمه من أخبار. كذلك عند أول مقابلة بين اثنين يقول أحدهما للآخر تلقائيا: وش أخبارك؟ وانقسم "العلم" أي الخبر إلى علمٍ غانم، وآخر غير ذلك. حتى في شعر الغزل الشعبي سمعنا: راع العلوم الجميله لابس الشيله. وبواسطة سرعة الاتصال تضاءلت "العلوم الكاذبة" لأنها لا تلبث أن تختفي من شاشة الموقع إذا كانت كاذبة. وحتى الآن لا أعرف لماذا توصف الأخبار الكاذبة بأنها "أرنب". بداية الصحافة كانت تكتب باليد، ففي ميناء جنوة الايطالي كان نفرٌ من الناس يكتب أخباراً. ويبيع المخطوطة إلى البحارة في الميناء حيث يحملونها معهم إلى البلدان الأخرى. وكل من يقرأ النسخة يقوم بكتابتها وبيعها إلى الآخرين. وأعتقد أننا في صحافتنا - محلياً وعالمياً - سنتجه إلى المحليات أكثر. لأن الأخبار العالمية والتحاليل صارت تأتي لحظة بلحظة عبر الفضائيات وعبر أجهزة المحمول. أرى أن القارئ السعودي يتجه إلى جعل المحليات قراءته الأولى. ولا يُعدم الأمر نسبة من النخبة يقرأون تحاليل وافتتاحيات (ربما النسبة المثقفة). آخرون يرون في الإعلانات جذباً. وكذا الكاريكاتير الذي يلمس بعض أوجاع المجتمع. إحصائية مصرية تقول إن صفحة الوفيات تأخذ نصيباً كبيراً من اهتمام القارئ المصري. ويداخلني شك بأن الاجتماعات والزيارات إلى الديوانيات ليس دافعها الشوق لصاحب المكان أو الاستراحة، بقدر ما هو حب وتطلع لمعرفة الجديد من أخبار المجتمع والتعليق عليها. واجتهد بعض اللغويين وقال إن أصل كلمة (نيوز) News هي جمع New أي المستجد من الأحوال. وآخرون ظنوا أنها تعني جهات الدنيا الأربع: الشمال والشرق والغرب والجنوب. والكلمة بالانجليزية تفرعت إلى مشتقات. فهناك Newsboy موزع الصحف. وصفة Newsy للشخص الذي يُحسن نقل الأخبار Newsgroup ,Newsprint - وهكذا.. الله يسمعنا خير.. (نقطتين تحت الياء)
مشاركة :