” سقط سهواً “ بقلم / عمر المصلحي قطفتها من شجرةٍ يانعةٍ ، غنية عن التعريف ، جنيهات ذهب عيار ٢٨ ، نثرتها على سجاد أحمر قانٍ ، لون نقي ، وروائح زكية ؛ فتراقصت فرحاً ، وفخراً ، واعتزازاً ، أمهم أمهات في أم ، ولادة ، ملكة الاشتقاقات ، عميدة المترادفات لا يتم التواصل إلا بها ، بها يقرأ كتاب الله ، وبها يفسر، تكفل الله بحفظها ؛ فاختارها لتكون لغة القرآن ، فشرفت بهذا القدر الرفيع من بين كل اللغات . كتب بها حضاراتنا العربية الإسلامية ، دونت بها دواوين الشعر من العصر الجاهلي إلى عصرنا الحاضر . صاغت لنا روائع الحكم العربية ، و عذب الأمثال . نقلت لنا التجارب والأحداث في صورة قصص محبكة، وروايات متقنة . يتعلمها كل مسلم على وجه الأرض ، فلا صلاة لمن لا يقرأ السبع المثان ، وما تيسر من القرآن . إنها اللغة العربية ، لغة الضاد الأم ذات ال٢٨ حرفاً ، أولها الألف ، وآخرها الياء ، الضاد صاحب المعالي، حيث نسبت إليه فيقال : ” لغة الضاد ” ؛ لأنها تفردت به دون سائر اللغات، فلا يوجد إلا في لغتنا العربية الفصحى . ومن بين تلك الحروف ، حرف موجود ، ومشارك مع بقية إخوته الحروف الهجائية ، في بناء الكلمات، وصياغة الجمل والعبارات، لكنه مفقود عدداً ، ناب عنه توأمه المماثل ” حرف الألف” نيابة عدد لا اسماً . فيا أبناء الفصحى .. ضيفوه ؛ ليجبر الكسر ويكتمل العقد الجميل . إنه حرف ” الهمز / ة ” فقد سقط سهواً.كتب في التصنيف: مقالات كتاب بلادي تم النشر منذ 3 ساعات
مشاركة :