“فرعها في السماء” بقلم/ عمر عقيل المصلحي

  • 7/3/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

” فرعها في السماء “بقلم / عمر عقيل المصلحي أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، حدائق ذات بهجة ، زهور ذات ألوان ، روائح فواحة تعطر الأجواء والمكان ، بحر زاخر فيه درر كامنة : لؤلؤ ، مرجان . إنها الكلمة الطيبة ، تجارة رابحة مع الله، حروفها بلسم ، نطقها عسل على الشفاة ، صاحبها نقي القلب ، ظاهره كباطنه، أحبه الله، وحبب خلقه فيه . بالكلمة الطيبة رممت تصدعات كادت تهدم بيت الزوجية ، وتشرخ علاقات أسرة ومجتمع مسلم . بها تبددت أحزاناً ، فأصبح الليل نهاراً، الجداول أنهاراً ، ومياه البحار المالحة عذبة زلالاً . علينا نحن المسلمين زرافاتٍ ،ووحداناً شطب الكلمات السيئة البذيئة من قواميسنا ، وإحلال الكلمة الطيبة ؛ لنكون لبنة بناء ، لا معاول هدم كل بناء . يحكى أن أحد عمال مصانع تجميد الأسماك كان يتفقد إحدى الثلاجات فسقط فيها ،وأغلق عليه بابها ، ولم يستطع فتحه ، صرخ وصاح ونادى طالباً الأنقاذ والنجاة، ولكن هيهات هيهات ، كل الموظفين انصرفوا ، وبعد مرور خمس ساعات من مصارعة الموت ، حيث بدأ يشعر بالتجمد دخل عليه أحد حراس المصنع ، وفتح الثلاجة وأنقذه من الموت ، وعندما سئل عن سبب عدم انصرافه مع الموظفين ، قال : أعمل في هذا المصنع منذ ثلاثين سنة ، فلم يلقِ عليّ التحية ذهاباً وإياباً غيره ، واليوم افتقدته فجعلت أبحث في أرجاء المصنع حتى وجدته . إنها مفعول الكلمة وثمرة الكلمة التي زرعها فحان قطافها. ” ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها “كتب في التصنيف: مقالات كتاب بلادي   تم النشر منذ 3 ساعات

مشاركة :